هيئة تحرير الشام تعتقل منذ عام ناشطاً مهجراً من مضايا بريف دمشق بعدة تهم إحداها “إعطاء إسرائيل معلومات عن حزب الله اللبناني ومواقعه”

30

لا تزال هيئة تحرير الشام تعتقل منذ عام كاملة أحد النشطاء السوريين المهجرين من مدينته في ريف دمشق الشمالي الغربي، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مواصلة هيئة تحرير الشام اعتقال الناشط الإعلامي أمجد المالح المنحدر من مدينة مضايا الواقعة في القطاع الشمالي الغربي من ريف العاصمة دمشق، والذي هُجِّر مع آلاف آخرين من أبناء بلدته والمناطق المجاورة لها، في صفقة تغيير ديموغرافي مقابل الفوعة وكفريا اللتين كانا يقطنان فيهما مواطنون من الطائفة الشيعية، حيث جرى تهجيرهم إلى إدلب، قبل أن تعمد هيئة تحرير الشام لاعتقاله مع 3 آخرين من أبناء مضايا، لتعوزد وتفرج عنهم جميعاً فيما أبلقت على المالح في معتقلاتها، دون أن يسمح بزيارته أو حتى الاطلاع على وضعه الصحي.

المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن أمجد المالح، اتهم من قبل هيئة تحرير الشام بأ “التواصل مع مخابرات إقليمية ودولية، والعمل معها على تزويدها بمواقع ومعلومات عن المقاتلين والقادة الجهاديين”، بالإضافة لاتهامه بتزويد “القوات الإسرائيلية بمعلومات عن إحداثيات ومواقع لحزب الله اللبناني في الجبل الشرقي بمنطقة الزبداني والتي عمدت إسرائيل لاستهدافها في العام الفائت””، ورغم هذه الاتهامات الموجهة للمالح والتي أخرت عملية الإفراج عنه أو تقديم تسهيلات لإخلاء سبيله، إلا أن مصادر مقربة من المالح نفت علاقة أمجد المالح بأجهزة مخابرات عالمية أو إقليمية أو محلية، وأن أسباب اعتقاله جاء بسبب “فضحه لممارسات وانتهاكات هيئة تحرير الشام وتجاوزاتها بحق أبناء الشمال السوري وأبناء الشعب السوري، كما أن المالح كان يعمل على ملف كامل حول مهجري مضايا والزبداني، للحيلولة دون ضياع ممتلكاتهم وحقوقهم التي أفنوا عمرهم في تحصيلها”، قبل أن تعمد أمنية هيئة تحرير الشام لاختطافه وزجه في سجونها، بعد أسابيع من وصوله إلى محافظة إدلب، في رحلة تهجير بعد أشهر طويلة من الجوع والمرض الذي مارسه حزب الله اللبناني بحق أبناء مضايا والزبداني وبقين ومناطق أخرى من القلمون.

يشار إلى أن هيئة تحرير الشام اختطفت بين الـ 10 من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2017، والـ 13 من الشهر ذاته، 4 نشطاء من مدينة مضايا واقتادتهم إلى أحد معتقلاتها في محافظة إدلب، لتعود وتفرج عن 3 منهم، فيما لا تزال تبقي على الناشط أمجد المالح، الأمر الذي لا يزال يثير استياء المهجَّرين من شرق دمشق وريفها الشمالي الغربي ومناطق سورية أخرى إلى محافظة إدلب، إذ أعرب مهجَّرون عن استيائهم من هذا الاعتقال، متهمين هيئة تحرير الشام بتنفيذ هذه الاعتقالات لدوافع تقوم على أساس كيدي عبر وشايات من جهات معارضة بحق النشطاء الذين ساهموا في نقل جوع وحصار مضايا ومناطق ريف دمشق الشمالي الغربي المحاصرة، قبيل تنفيذ النظام وحزب الله برعاية إقليمية وصمت دولي لعملية تغيير ديموغرافي جرت باتفاق نقل فيه مئات المدنيين ومئات المقاتلين من مضايا والزبداني والقلمون الغربي إلى إدلب مقابل إخراج المئات من المسلحين الموالين للنظام وعوائلهم ومدنيين من بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، واللتين تحاصرهما هيئة تحرير الشام.