12 يوماً من تحول مسارك المعارك في عفرين يودي بحياة 180 على الأقل من مقاتلي قوات عملية “غصن الزيتون” والقوات الكردية

32

لا تزال الانفجارات العنيفة تهز منطقة عفرين، نتيجة استمرار المعارك المترافقة مع قصف عنيف ومكثف وتصاعد وتيرة الاستهدافات التي تنفذها وحدات حماية الشعب الكردي ضد قوات عملية “غصن الزيتون”، منذ بدء تحول مسار العمليات في عفرين، وانقلاب موازين القتال والقوة، بين الطرفين المتقاتلين، والتي لا تزال متواصلة لليوم الثاني عشر على التوالي، منذ الـ 31 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأحد الـ 11 من شباط / فبراير من العام الجاري 2018، قتالاً عنيفاً بين قوات الدفاع الذاتي والوحدات الكردية من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام من جانب آخر، على محاور في مناطق حج اسكندر وحمام ودير بلوط في ناحية جنديرس بريف عفرين الشمالي الغربي، وفي منطقة كده بالريف الغربي، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على محاور في ريف عفرين الشمالي الشرقي وفي منطقتي عكا وشيخ خورز في ناحية بلبلة في الريف الشمالي لعفرين، وسط قصف متجدد من قبل القوات التركية على أماكن في منطقة عفرين بالتزامن مع تحليق للطائرات التركية في أجواء المنطقة، فيما استهدفت القوات الكردية عدة آليات للفصائل والقوات التركية وتسببت في مقتل مزيد منهم وإصابة آخرين.

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد ارتفاع أعداد الخسائر البشرية ممن قضوا وقتلوا في القصف والاشتباكات بمنطقة عفرين، منذ بدء عملية “غصن الزيتون” في منطقة عفرين بالقطاع الشمالي الغربي من محافظة حلب، حيث ارتفع إلى 152 عدد المقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الذاتي ممن قضوا في هذه الاشتباكات خلال 22 يوماً متواصلة من العمليات العسكرية، فيما ارتفع إلى 194 عدد عناصر قوات عملية “غصن الزيتون” ممن قضوا وقتلوا في هذه الاشتباكات، بينهم 29 قتيلاً من جنود القوات التركية بينهم طياران اثنان، فيما البقية من مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية، وأصيب العشرات من عناصر الطرفين بجراح متفاوتة الخطورة، ما يرشح عددهم للارتفاع بشكل أكبر، من ضمنهم 180 على الأقل قضوا وقتلوا منذ بدء تحول المعارك لصالح الوحدات الكردية في الـ 31 من كانون الثاني / يناير الفائت، هم 20 على الأقل من جنود القوات التركية، فيما قضى 98 على الأقل من مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية السورية المشاركة في عملية “غصن الزيتون”، في حين قضى 62 على الأقل من وحدات حماية الشعب الكردي في العمليات والاشتباكات التي شهدتها هذه الأيام التسعة في منطقة عفرين، فيما كانت تمكنت قوات عملية “غصن الزيتون” منذ بدء عمليتها وإلى الآن، من فرض سيطرتها على بلدة بلبلة و15 قرية أخرى وهي قرى ((كانيه وخليلا في ناحية الشيخ حديد بغرب عفرين، وقرى معملو اوشاغي وعمرا وعلي بسكة وأدمانلي في ناحية راجو بالريف الغربي لعفرين وقرية شنكالي بشمال غرب عفرين، وقرية بيكة وعليكار وعبودان وزعرة ودرو وقرنة بريف عفرين الشمالي وجبل برصايا -قسطل جندو بريف عفرين الشمالي الشرقي))

يشار إلى أن سيطرة قوات عملية “غصن الزيتون” وتقدمها في بلدة واحدة و15 قرية متناثرة على الشريط الحدودي بين عفرين وتركيا، لم تمنع دائرة الحرب من أن تدور على من بدء بها، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان بدء وحدات حماية الشعب الكردي بعمليات منظَّمة، تمثلت بتنفيذ استهدافات مباشرة لمواقع وآليات القوات التركية، ونصب الكمائن، وتحولت المعارك التي كانت متواصلة بشكل دائم عبر المواجهات المباشرة، إلى معارك اعتمدت على تكتيكات سريعة، تتجلى في تنفيذ العملية والانسحاب من موقع الاستهداف، وهذا ما أتاح المجال أمام القوات الكردية لتشتيت القوات المهاجمة وخلف تخوف من هجمات من أماكن غير متوقعة، حيث تتناسب طبيعة منطقة عفرين مع هذا النوع من العمليات، والتي وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلالها سقوط خسائر بشرية كبيرة من قوات عملية “غصن الزيتون” فاقت الخسائر البشرية في صفوف القوات الكردية، فيما أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن القوات التركية عمدت لتصفيح آلياتها خوفاً من استهدافها وللحيلولة دون تكبد المزيد من الخسائر البشرية.