121 مدني أعدمهم تنظيم “الدولة الإسلامية” في أعلى حصيلة شهرية للمدنيين من ضحايا إعداماته في سوريا منذ نحو عامين ونصف

30

نحو 150 عملية إعدام نفذت في سوريا من قبل التنظيم في الشهر الأخير ترفع إلى 5100 عدد من أعدمهم من مدنيين ومقاتلين وعناصر خلال 40 شهراً

استكمل تنظيم “الدولة الإسلامية” الشهر الرابع من العام الرابع لإعلان “دولة خلافته” والممتد من الـ 29 من أيلول / سبتمبر من العام 2017 وحتى اليوم الـ 29 من تشرين الأول / أكتوبر من الشهر ذاته. حيث عاود التنظيم تصعيد عمليات إعدامه، بعد تناقص مستمر لسفكه دماء أبناء الشعب السوري، وتراجع أعداد ضحاياه، التي كان سببها الرئيسي، تهاوي التنظيم وهزائمه المتتالية، على يد خصومه الذين يملك خطوط التماس معهم، من قوات النظام المدعمة والمسلحين الموالين لها من جهات سورية وغير سورية من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية من جهة ثانية، وحديثاً أنشئت خطوط تماس مع هيئة تحرير الشام، حيث عاد ضحايا التنظيم للتصاعد نتيجة هجمات معاكسة نفذها التنظيم على مواقع خصومة وتركزت عمليا الإعدام خلال هذا الشهر في مدينة القريتين.


ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر الـ 40 من إعلان تنظيم “الدولة الإسلامية” لـ “دولة الخلافة”، إعدام التنظيم لـ 146 شخصاً في مناطق سيطرته بسوريا، ونفذت عمليات الإعدام في محافظات الرقة ودير الزور والبادية السورية والجنوب خلال الفترة الممتدة بين الـ 29 من أيلول / سبتمبر من العام 2017 وحتى اليوم الـ 29 من تشرين الأول / أكتوبر من الشهر ذاته


حيث وثق المرصد إعدام 121 مواطن سوري بينهم مواطنتان، و4 من عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، و9 من عناصر على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و12 من مقاتلي الفصائل وقوات سوريا الديمقراطية


وقد نفذت الإعدامات وفقاً للتهم التالية:: “”العمالة للتحالف الصليبي، العمالة لقوات سوريا الديمقراطية، عناصر من قوات النظام وعملاء لقوات النظام ومقاتلين من تحرير الشام””

ليرتفع إلى 5100 عدد المدنيين والمقاتلين وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن أعدمهم التنظيم بمناطق سيطرته في الأراضي السورية، خلال 40 شهراً على إعلانه عن “خلافته” في 29 / 6 / 2014 وحتى فجر اليوم 29 / 11 / 2017.

حيث بلغ 2868 مواطناً مدنياً بينهم 105 أطفال و150 مواطنة عدد الذين أعدمهم تنظيم “الدولة الإسلامية” رمياً بالرصاص، أو بالنحر أو فصل الرؤوس عن الأجساد أو الرجم أو الرمي من شاهق أو الحرق في محافظات دمشق وريف دمشق ودير الزور والرقة والحسكة وحلب وحمص وحماة، من ضمنهم 3 مجازر نفذها التنظيم في محافظات دير الزور وحلب وحماة، بينهم الناشط في المرصد السوري لحقوق الإنسان سامي جودت الرباح “أبو إسلام”، كما أعدم التنظيم أكثر من 930 مواطناً من العرب السنة من أبناء عشيرة الشعيطات بريف دير الزور الشرقي، و223 مواطناً مدنياً كردياً قتلهم التنظيم بإطلاق نار وبالأسلحة البيضاء في مدينة عين العرب (كوباني) وقرية برخ بوطان بالريف الجنوبي للمدينة، و46 مواطناً مدنياً أعدمهم التنظيم في قرية المبعوجة التي يقطنها مواطنون من الطوائف الاسماعيلية والسنية والعلوية بالريف الشرقي لمدينة سلمية، وذلك حرقاً وذبحاً وبإطلاق النار من قبل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، و85 بينهم 10 أطفال و8 مواطنات، من عوائل مسلحين موالين للنظام وقوات الدفاع الوطني أعدمهم التنظيم في منطقة البغيلية بمدينة دير الزور.

كما بلغ 377 عدد مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وقوات سوريا الديمقراطية الذين أعدمهم تنظيم الدولة الإسلامية، بعد ما استطاع أسرهم، نتيجة الاشتباكات التي تدور بين التنظيم والفصائل المذكورة أو اعتقلهم على الحواجز التي نشرها التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها.

كذلك أعدم تنظيم “الدولة الإسلامية” 549 من عناصره، بعضهم بتهمة “الغلو والتجسس لصالح دول أجنبية والعمالة للتحالف الصليبي ومحاولة الفرار والتولي يوم الزحف ومحاولة الانشقاق” وغالبيتهم أعدموا بعد اعتقالهم من التنظيم إثر محاولتهم العودة إلى بلدانهم، وبتهمة “الزنا” ومن ضمنهم عنصر نسائي

كما أعدم التنظيم 1304 من ضباط وعناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها وذلك بعدما تمكن من أسرهم في معاركه مع قوات النظام أو القى القبض عليهم على حواجزه في المناطق التي يسيطر عليها.

وجنديان من القوات التركية أعدمهما تنظيم “الدولة الإسلامية” عبر “حرقهما” بعد أسرهما في ريف حلب الشمالي الشرقي.


إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومع استمرار الجرائم والانتهاكات بحق المواطنين السوريين، وعلى الرغم من التهديدات بالقتل التي تلقيناها من تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومن كافة القتلة في سوريا، نجدد تعهدها بالاستمرار في عملنا برصد وتوثيق ونشر كافة الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق أبناء الشعب السوري، كما نجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، مطالبتنا لمجلس الأمن الدولي، بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا، إلى محكمة الجنايات الدولية، لينال قتلة الشعب السوري عقابهم مع آمريهم ومحرضيهم، كما أننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، حذرنا سابقاً وقبل إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عن “دولة خلافته” في سوريا والعراق، بأن هذا التنظيم لم يهدف إلى العمل من أجل مصلحة الشعب السوري، وإنما زاد من قتل السوريين، ومن المواطنين من أبناء هذا الشعب الذي شرد واستشهد وجرح منه الملايين، حيث عمل تنظيم “الدولة الإسلامية واستغل مأساة أطفاله، عبر تجنيدهم بما يعرف بـ “أشبال الخلافة”، والسيطرة على ثرواته الباطنية ووضعها من أجل العمل على بناء “خلافته”، من خلال البوابات التي كانت مشرعة ذهاباً وإياباً مع إحدى دول الجوار السوري، كما نجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، دعوتنا لمجلس الأمن الدولي وكافة المنظمات والدول التي تدعي احترام حقوق الإنسان في العالم، للعمل الفوري من أجل وقف الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق أبناء الشعب السوري، من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” ونظام بشار الأسد، وجميع مرتكبيها، بغض النظر عن الطرف الذي ينتمون إليه، وإنشاء محاكم مختصة لمحاكمتهم، كما ندعوهم لمساعدة الشعب السوري من أجل الوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، التي تحفظ حقوق كافة مكونات الشعب السوري دون التمييز بين الأديان والطوائف والاثنيات، التي كانت ولا تزال وستبقى تتعايش من أجل مستقبل مزهر لسوريا على الرغم من الحملات الإعلامية التي تعمل على تدمير البنى الاجتماعية للوطن السوري.