أوضاع مأساوية وإمكانات ضئيلة.. كارثة إنسانية تهدد النازحين من مناطقهم بفعل عملية “نبع السلام”

62

المرصد السوري لحقوق الإنسان

لا تزال منطقة شمال شرق سوريا تشهد أوضاعا إنسانية كارثية، نتيجة الانتهاكات التي تعكف على تنفيذها الفصائل الموالية لتركيا في المناطق التي سيطرت عليها في تل أبيض ورأس العين (سري كانييه)، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تفاقم أزمة النازحين إلى مناطق مختلفة من الشمال السوري، وسط عدم تقديم أي مساعدات من جانب المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، ما دفع عدد كبير من العائلات إلى النزوح نحو المدارس أو المبيت في العراء بسبب العدد الهائل للنازحين.

وبحسب ما أكدت مصادر لـ”المرصد السوري”، فإن أوضاع النازحين في منطقة الرقة مأساوية، حيث إن الخيام أصبحت هالكة في ظل عدم تقديم أي دعم من مفوضية اللاجئين، وقالت المصادر: “هناك خطة لإنشاء مخيمين جديدين، وكذلك كان هناك مخيم نوروز الذي كان يأوي اللاجئين الإيزيديين من سنجار، حيث هناك نية لإعادة تشغيله وتأهيله، وقد ذهبت أكثر من 25 عائلة حتى الآن إلى ذلك المخيم.. الأوضاع الإنسانية كارثية، ما دفع النازحون إلى المبيت في العراء بينما الأمطار تتساقط على رؤوسهم”.

وقالت مصادر، لـ”المرصد السوري”، إن “موجات النزوح إلى الرقة لا تزال مستمرة، وسط أوضاع إنسانية صعبة تعانيها بعض العوائل النازحة إلى المدينة وريفها. وبشكل عام، استوعب الأهالي الجزء الأكبر من النازحين من رأس العين وتل أبيض، حيث تعمل مجموعات انطلاقا من مبادرة شخصية على توزيع السلات الغذائية والبطانيات ومراتب للنوم وغيرها، كما أن لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل بالمنطقة تعمل على توفير المساعدات من خلال التواصل مع المنظمات المحلية من أجل تقديم مساعدات للنازحين. وبالنسبة للجنة التربية والتعليم، فقد عمدت إلى فتح بعض المدارس التي ليس بها كثافة طلابية لاستقبال النازحين من رأس العين وتل أبيض. كما أن مخيم عين عيسى تم نقله إلى قرية “المحمودلي” وإعادة تأهيله وتوسعته وتم استيعاب عدد كبير من النازحين والعائلات. وكذلك هناك مخيمات عشوائية كانت موجودة على الطريق العام لريف الرقة الشمالي وريفها الشرقي، ولكن جرى نقلها من أجل الأمان وزيادة الدعم وضمان عدم حرمان أحد من الدعم. كذلك، هناك مخيم أبوجبيع في ريف الرقة الجنوبي. وبشكل عام، لا تزال قوى الأمن الداخلي تفرض حظرا على المنطقة من أجل ضمان ألا يستغل أحد الوضع، على الأقل لحين تنظيم المجتمع وتهدئة الأوضاع، خصوصا مع وصول وافدين جدد جاءوا من مناطق متعددة”.

وأشارت مصادر موثوقة، لـ”المرصد السوري”، إلى أن “هناك الآلاف من النازحين جاءوا من المناطق الحدودية إلى الرقة، ولا تزال حركة النزوح مستمرة حتى الآن بسبب الانتهاكات التركية، حيث تنفذ الفصائل الموالية عمليات خطف وسرقة وسلب ونهب. وفي تل أبيض تحديدا، هناك انتهاكات هائلة ضد المدنيين، من بينها على سبيل المثال احتجاز سيارات المواطنين وطلب فدية مليوني ليرة لإعادتها لصاحبها، وبعد أن يتم إعادتها يكون على صاحبها إخراجها من المنطقة خلال وقت قصير، وإلا فإنها ستتعرض للحجز مرة أخرى من جانب فصيل آخر، وبالتالي سيضطر صاحبها إلى دفع مبلغ مالي آخر”.

وعن الوضع في مدينة الحسكة، قالت مصادر موثوقة إن أكثر من 150 ألف شخص باتوا بلا مأوى ولا تتوافر لديهم احتياجاتهم اليومية، كما أن أغلبهم باتوا يعيشون في المدارس. وأضافت مصادر: “الأهالي ينزحون حاليا إلى تل تمر رغم أنها لا تبعد كثيرا عن خط الجبهة ولا تزال معرضة للخطر، وحسب المعلومات هناك ما يزيد على 2500 عائلة من العرب والأكراد والسريان نزحوا إلى تل تمر بعدد يصل إلى 12 ألف شخص، بينهم 400 عائلة نزحوا منذ صباح اليوم بسبب المعارك الدائرة في محور العريشة ومحاور أخرى بمنطقة أبو رأسين”. وأقالت المصادر، لـ”المرصد السوري”، إن “الأوضاع مأساوية، حيث ينام النازحون في العراء، ولذلك نطالب المنظمات الدولية بالتدخل، خصوصا وأن بعض العوائل من النساء والأطفال فقط حيث بقي الرجال بمناطقهم ولم ينزحوا مع باقي عوائلهم”.
وعلى ضوء ما سبق، يطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان المنظمات الدولية والمجتمع الدولي بالتدخل لوقف الانتهاكات التي ترتكب بحق المدنيين، والتي تهدف إلى إجبارهم على النزوح وتهجيرهم من مناطقهم التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل الموالية لها حاليا. كما يطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان المنظمات الدولية بالتدخل لمساعدة عشرات الآلاف من النازحين، الذين يواجهون خطر هائل في الفترة الراهنة، خصوصا مع دخول فصل الشتاء ومبيت آلاف النازحين في العراء دون مأوى

 

“عدسة المرصد”: قوات النظام تنسحب من بلدتي “عريشة” و”ريحانية” لي رأس العين (سيري كانييه) تزامنا مع معارك طاحنة بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل الموالية

 

“عدسة المرصد”: العائلات تنزح من “عريشة” ومحيطها في اتجاه “تل تمر” تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل الموالية لتركيا