اتفاق بين التحالف وقسد وتنظيم “الدولة الإسلامية” لإخراج عناصر الأخير ومدنيين من وسط مدينة الرقة واعتراض جهاز مخابرات أوربي يؤخر الوصول إلى نهايته

30

نحو 3250 مدني ومقاتل استشهدوا وقضوا وقتلوا خلال نحو 125 يوماً من القصف ومعارك السيطرة على معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا

حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أفادت للمرصد أن المفاوضات التي تجري بين من تبقى من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وقادتهم في مدينة الرقة من جهة، وقوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية من جهة، لم تصل حتى الآن إلى خواتيمها، من أجل إخراج من تبقى من عناصر التنظيم ومدنيين آخرين في وسط مدينة الرقة، إلى الريف الشرقي لدير الزور، وأكدت المصادر للمرصد السوري أن إتمام الاتفاق تأخر، بسبب رفض جهاز مخابرات دولي تابع لدولة أوربية، وتتزامن المفاوضات بين الجانبين مع وصول حافلات إلى أطراف مدينة الرقة الشرقية وإلى شمال المدينة، تحضيراً لعملية نقل عناصر التنظيم والمدنيين الراغبين بالخروج، في حال جرى التوصل للاتفاق بشكل نهائي

كما جاء الاتفاق مع تسارع وتيرة عمليات التمشيط في مدينة الرقة التي كانت تعد معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” خلال الأيام القليلة الفائتة، حيث كثَّفت قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي، عمليات تمشيطها للمساحة الخالية من تواجدها في المدينة، مع تحضيرات لإعلان مدينة الرقة مدينة خالية من تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد مرور نحو 20 يوماً من حصر تنظيم “الدولة الإسلامية” في دائرة ضيقة لا تتعدى مساحتها 2 كلم مربع في وسط مدينة الرقة، منذ الـ 21 من أيلول / سبتمبر الفائت من العام الجاري 2017، وفي حال انتهاء الاتفاق وإخراج عناصر التنظيم، فإن تنظيم “الدولة الإسلامية” يخسر وجوده بشكل كامل في محافظة الرقة، بعد طرده خلال الأسابيع والأشهر الفائتة من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها من محور ريفي الرقة الغربي والجنوبي الغربي وريفيها الشرقي والجنوبي، إضافة لإنهاء وجود التنظيم من كامل شمال الفرات من قبل قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي، ومن منطقة الطبقة في الضفاف الجنوبية للنهر، وصولاً إلى منطقة العكيرشي بشرق الرقة

وكانت كثافة الألغام المزروعة من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، قوات سوريا الديمقراطية أعاقت إنهاء عمليات التمشيط بشكل سريع، كما أن الدمار الواسع الذي طال أكثر من 80 % من مدينة الرقة، يعيق عملية وصول القوات إلى كامل أزقة وشوارع المدينة، والتي أدت لتأجيل الإعلان عن السيطرة على كامل المدينة، لحين الانتهاء من عمليات التمشيط في المدينة، والسيطرة على البقعة الضيقة التي قد يتواجد فيها عناصر متوارون من التنظيم، حيث تسببت ضربات التحالف الدولي بين الحين والآخر، لأحياء مدينة الرقة باستشهاد مزيد من المدنيين في مدينة الرقة، إذ ارتفع إلى 1130 بينهم ناشط في المرصد السوري لحقوق الإنسان، و270 طفلاً و198 مواطنة، عدد الشهداء المدنيين الذين وثقهم المرصد السوري في مدينة الرقة وريفها، منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت من العام 2017 وحتى الـ 10 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري، جراء ضربات التحالف الدولي والشهداء هم 1114 مدني بينهم ما لا يقل عن 267 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و194 مواطنة فوق سن الـ 18، استشهدوا في مدينة الرقة، بالإضافة إلى 16 مدني بينهم 3 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في غارات على قرية زور شمر ومنطقة أخرى عند الضفاف الجنوبي لنهر الفرات بريف الرقة الشرقي، كما تسبب القصف الجوي بإصابة مئات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لبتر أطراف ولإعاقات دائمة، بينما لا يزال بعضهم بحالات خطرة، ما قد يرشح عدد الشهداء للارتفاع، كما دمِّرت عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة لهذا القصف المكثف، الذي استهدف مدينة الرقة ومحيطها وأطرافها

كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي والقصف المكثف على مدينة الرقة وأطرافها، والعمليات العسكرية التي شهدتها المدينة من قصف وتفجيرات واشتباكات مع قوات عملية “غضب الفرات” المؤلفة من قوات سوريا الديمقراطية وقوات النخبة السورية والقوات الخاصة الأمريكية بإسناد من طائرات التحالف الدولي، منذ بدء معركة الرقة الكبرى وحتى الـ 10 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري، تسببت في مقتل ما لا يقل عن 1338 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” بينهم قياديين محليين وقادة مجموعات، ومعلومات مؤكدة عن مقتل عناصر آخرين، إضافة لإصابة العشرات منهم بجراح متفاوتة الخطورة

في حين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان في الفترة ذاتها، 624 مقاتلين من قوات عملية “غضب الفرات” من ضمنهم مقاتلان اثنان من قوات النخبة السورية، ومقاتل من قوات الأمن السريانية “السوتورو” و5 مقاتلين من الجنسيات الأمريكية والجورجية والبريطانية والتركية، فيما البقية من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمادها، ومن مقاتلي قوات مجلس منبج العسكري، ممن قضوا في التفجيرات والقصف والاشتباكات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الرقة والضفاف الجنوبية لنهر الفرات

كذلك وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 156 مدني بينهم 36 طفلاً و10 مواطنات، جراء انفجار ألغام بهم، خلال محاولاتهم الخروج من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الرقة، إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت وحتى الـ 10 من تشرين الأول / أكتوبر من العام 2017، إضافة لإصابة العشرات من المدنيين بجراح متفاوتة الخطورة وإعاقات دائمة