ارتياح شعبي واسع لاتفاق “المنطقة الآمنة” الذي فرض تواجدا صوريا للأتراك شرق الفرات تزامنا مع أزمة اقتصادية متواصلة تشهدها المنطقة

29

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتياحاً شعبياً واسعاً ضمن منطقة شرق الفرات لاتفاق “المنطقة الآمنة” بين الأمريكان والأتراك، حيث إن الاتفاق يُجنِّب المنطقة عملية عسكرية تهدد بكارثة إنسانية على غرار عملية “غصن الزيتون”، إضافةً إلى أن الاتفاق فرض تواجدا صوريًا للقوات التركية في المنطقة، عبر تسير دوريات مشتركة مع القوات الأمريكية وتحليق جوي مشترك بين الطرفين. وفي الوقت ذاته، لا تزال المنطقة تعاني من أزمة اقتصادية تثير استياء المواطنين، في ظل ارتفاع أسعار المحروقات واستمرار عمليات التهريب من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) نحو مناطق قوات النظام، ناهيك عن غلاء المعيشة والفساد المتفشي في عموم منطقة شرق الفرات.

وعلم المرصد السوري أن عمليات التجنيد تتواصل بحق الشبان ضمن “التجنيد الإجباري” الذي بات قانونًا لا مفر منه ضمن مناطق الإدارة الذاتية. وفي الوقت الذي يعبر فيه عدد من المواطنين عن استيائهم من الوضع، فإن آخرين استلسموا للأمر الواقع وباتوا يرسلون ذويهم طواعية إلى التجنيد الإجباري. وفي 20 سبتمبر، كشف “المرصد السوري” عن أن الشرطة العسكرية التابعة لـ”الإدارة الذاتية” تواصل حملتها الأمنية بغية القبض على الشبان لضمهم إلى “التجنيد الإجباري” ضمن منطقة شرق الفرات، حيث تواصلت الحملة على مدار عدة أيام وشملت مدينة الرقة وريفها الغربي ومدينة الطبقة ومدينة الحسكة وريفها ومدينة القامشلي وبلدات الهول وتل براك وتل حميس ومنبج وريف دير الزور وعين العرب (كوباني). وعلم “المرصد السوري” وقتها أن الشرطة العسكرية اعتقلت أكثر من 450 شاب لضمهم إلى التجنيد الإجباري، من بينهم أطفال لم يتجاوزا الـ18 من عمرهم.

وكان “المرصد السوري” رصد، في الـ24 من سبتمبر/أيلول الجاري، بدء تسيير الدورية الأمريكية – التركية الثانية شرق تل أبيض، حيث دخلت المدرعات التركية صباح ذلك اليوم الأراضي السورية، لتسيير الدورية المشتركة ضمن المرحلة الثانية مع القوات الأمريكية، داخل حدود المنطقة الآمنة المتفق عليها، حيث تجولت الدورية المشتركة في مسار طوله 30 كلم على عمق 9 كيلومترات، بداية من قرية رفح الحدودية شرقي تل أبيض حتى قرى شمال سلوك شرقا.