استشهاد 11 مدنياً في مدينة الرقة يرفع لنحو 1000 عدد المواطنين الذين قتلهم التحالف الدولي في المدينة منذ بدء معركة الرقة الكبرى

30

محافظة الرقة – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: تشهد مدينة الرقة، تجدد الضربات الجوية التي تستهدف مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” المتبقية في مدينة الرقة، والتي تقارب نسبتها 36% من مساحة المدينة، التي كانت تعد سابقاً معقل التنظيم في سوريا وعاصمته فيها، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة أن ما لا يقل عن 11 مواطناً من ضمنهم 5 أشخاص من عائلة واحدة هم رجل وزوجته و3 من اولادهما، استشهدوا في القصف الجوي للتحالف الدولي على منطقة مدرسة في حي النهضة بالقسم الغربي من مدينة الرقة، في حين لا يزال عدد الشهداء قابلاً للازدياد بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، ليرتفع إلى 989 على الأقل من بينهم ناشط في المرصد السوري لحقوق الإنسان، و234 طفلاً و164 مواطنة، عدد الشهداء المدنيين الذين وثقهم المرصد السوري في مدينة الرقة وريفها، منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت من العام 2017 وحتى اليوم الـ 8 من أيلول / سبتمبر الجاري، والشهداء هم 973 مدني بينهم ما لا يقل عن 231 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و160 مواطنة فوق سن الـ 18، استشهدوا في مدينة الرقة، بالإضافة إلى 16 مدني بينهم 3 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في غارات على قرية زور شمر ومنطقة أخرى عند الضفاف الجنوبي لنهر الفرات بريف الرقة الشرقي، كما تسبب القصف الجوي بإصابة مئات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لبتر أطراف ولإعاقات دائمة، بينما لا يزال بعضهم بحالات خطرة، ما قد يرشح عدد الشهداء للارتفاع، كما دمِّرت عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة لهذا القصف المكثف، الذي استهدف مدينة الرقة ومحيطها وأطرافها.

وتترافق هذه الضربات الجوية، مع استمرار الاشتباكات بشكل متفاوت العنف بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، على محاور في مدينة الرقة، في محاولة من كل طرف تحقيق تقدم على حساب الطرف الآخر، وتترافق الاشتباكات مع قصف من قبل قوات عملية “غضب الفرات” على محاور القتال، وسط استهدافات متبادلة، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي القتال، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في الـ 6 من أيلول الجاري أنه استكملت معركة الرقة الكبرى يوم الأربعاء الـ 6 من أيلول / سبتمبر من العام 2017 شهرها الثالث على التوالي منذ انطلاقتها في الـ 6 من حزيران / يونيو من العام ذاته، والتي تقودها قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية وطائرات التحالف الدولي، ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، هادفة إلى إنهاء وجود الأخير في المدينة التي كانت تعد معقله الرئيسي في سوريا وعاصمته فيها، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأشهر الثلاثة الفائتة، تمكن قوات سوريا الديمقراطية من تحقيق تقدم واسع في المدينة، حيث وثق المرصد السوري تمكن قوات سوريا الديمقراطية مدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية من السيطرة على 64% من مساحة مدينة الرقة، مقلصة مساحة سيطرة التنظيم إلى 36% من المدينة، في حين باتت مدينة الرقة تشهد دماراً كبيراً طال مساكن المواطنين ومتاجرهم وممتلكاتهم والمرافق العامة والبنى التحتية للمدينة، وتقلصت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذ بقي يحكم سيطرته على أحياء الأندلس وشمال سكة القطار والحرية وتشرين والتوسعية في القسم الشمالي من مدينة الرقة، في حين لا يزال تنظيم “الدولة الإسلامية” يسيطر على أحياء أخرى بنسب سيطرة متفاوتة، والتي تشهد اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم “الدولة الإسلامية”، وهي البريد والنهضة والدرعية في القسم الغربي من المدينة، وأطراف المنصور والأمين وحيي المرور والثكنة بوسط مدينة الرقة، والروضة والرميلة في شمال شرق مدينة الرقة، في حين سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على أحياء السباهية والرومانية وحطين والقادسية واليرموك والكريم بغرب مدينة الرقة، وحيي هشام بن عبد الملك ونزلة شحادة بالقسم الجنوبي من المدينة، والصناعة والمشلب والمدينة القديمة، والبتاني في القسم الشرقي من المدينة، وحي المنصور، كما سيطرت على نحو نصف حيي الدرعية والمرور ووصلت لأطراف حيي الأمين والثكنة وسيطرت على أجزاء من أحياء الرميلة والروضة والبريد والنهضة، وهذا التقدم الواسع الذي ضيَّق الخناق على تنظيم “الدولة الإسلامية”، ووصلت الاشتباكات إلى مركز مدينة الرقة، بعد السيطرة على المدينة القديمة ومحاصرة مركز مدينة الرقة من 3 جهات، ترافق مع ضربات مستمرة لطائرات التحالف الدولي وقوات عمليات “غضب الفرات” على مدينة الرقة، التي باتت نحو 80% منها غير صالحة للسكن نتيجة الدمار، فيما لا يزال آلاف المواطنين متواجدين في مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ووقعوا بين سندانه ومطرقة التحالف الدولي، التي قتلت المئات من أبناء المدينة وأصابت مئات آخرين، ودمرت ما دمرته من المدينة، فيما أجبر آلاف المواطنين الآخرين على النزوح إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ومناطق أخرى خارج مدينة الرقة، وسط تفاقم مأساة المواطنين المتبقين في المدينة، في ظل تناقص المواد الغذائية المخزنة مع استمرار المعركة، ومع النقص الحاد في مياه الشرب والمواد الطبية، حيث وصل الأمر إلى حد عدم إسعاف المصابين لعدم وجود مواد طبية أو أماكن كافية لاستيعابهم، مع تناقص القدرة الطبية على مداواة الجرحى وإنقاذهم، فيما بث أهالي من مدينة الرقة شكواهم إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان بتزايد الجثث الغير مدفونة في المدينة، من الموجودة تحت أنقاض الدمار أو جثث عناصر التنظيم الذين قتلوا في القصف والاشتباكات، وجثث المدنيين في مناطق تقاطع النيران، والتي بدأت رائحتها بالازدياد، ما ينذر بانتشار أوبئة وأمراض بين من تبقى من المواطنين في المدينة.