المنسق العام لحركة الإصلاح الكردي بسوريا فيصل يوسف: أي حلول بعيدة عن رغبة الشعب السوري وأي مبادرات لا تستند في جوهرها على القرار2254 لن تحل النزاع السوري بل ستعقده

186

لا تزال مشاركة نظام بشار الأسد في أشغال القمة العربية التي احتضنها جدة بالمملكة العربية السعودية تثير غضب السوريين الذين اعتبروا أن إعادة تأهيل هذا النظام ضربو لثورتهم السلمية المستمرة.
اعتبر “المنسق العام لحركة الاصلاح الكردي – سوريا ” فيصل يوسف، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الشعب السوري تعرض ومنذ بدء ثورته السلميّة لشتى أنواع القهر والحرمان في الداخل السوري و مخيمات اللجوء في دول الجوار ، نتيجة الخراب والتدمير الذي أصاب مدنه وقراه ، وبلغ عدد ضحاياه بين قتيل وشهيد وجريح مئات آلاف ومثلهم من المعتقلين والمختطفين والملاحقين، مؤكدا أنه برغم صدور القرارات الدولية الخاصة بالحل السياسي في سورية وعقد عدة جولات من مؤتمرات جنيف واستانة أو غيرهما إلا أن النظام السوري بقيّ متشبثاً بالحل والخيار الأمني و العسكري في معالجة الأوضاع المتأزمة في البلاد والتي تحولت إلى جزء من الصراع الإقليمي والدولي دون الاكتراث لمصلحة الشعب السوري .
وشدد يوسف على أن تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية جاء نتيجة لعدم استجابة النظام للمبادرة العربية ومبعوثها آنذاك ومواجهته مطالب الشعب السوري بشتى أنواع الأسلحة منها المحرمة منها دولياً.
وتابع: لم يطرأ على سياسة النظام ومواقفه تجاه مطالب الشعب السوري أي تغيبر ، أو تقدم نحو إيجاد حل سياسي وفق قرارات الشرعية الدولية، بل ثمة تداعيات كبيرة نتيجة تعنته وتهربه من إلالتزام بتطبيق بنود القرار2254 الأمر الذي زاد من معاناة السوريين ، فضلا عن العقوبات التي انهارت بسببها كافة المجالات والقطاعات كقانون قيصر ومختلف القوانين التي صدرت عن الإتحاد الأوروبي ودول أخرى وتداعياتها على الاقتصاد السوري المتهالك بسبب الحرب ما أدى إلى تأزم الوضع المعيشي في ظل تراجع قيمة الليرة السورية، وفي ظل كل هذا التدهور السياسي والأمني والإقتصادي والعسكري للبلاد وتهرب النظام من السير قدماً في العملية السياسية وفق مسار جنيف، وبدأت طرح مشاريع مبادرات ثنائية إقليمية وعربية لإعادة العلاقة مع النظام السوري”، معتقدا أن أي مبادرة ستكون دون جدوى أن لم تستند في جوهرها على تطبيق مضمون القرار 2254 ، ويكون لها مشروع عملي واضح على الأرض يتلمسه الشعب السوري، وذلك من خلال عقد مؤتمر وطني وحوار باشراف عربي ودولي يفضي لمبادئ توافقية تصالحية ، واتخاذ خطوات من شأنها تضميد الجراح، وإعادة الإعمار وعودة اللاجئين بسلام وأمان إلى وطنهم وديارهم ، وتعويض المتضررين، وإجراء انتخابات نزيهة وشفافة مع ضمان مشاركة من في الداخل والخارج، بمراقبة دولية وكتابة دستور يضمن حقوق جميع المكونات السورية من عرب وكرد وسريان اشوريين وتركمان وغيرهم،
وأفاد محدثنا بأن تجربة 12عشرة عاماً الماضية في البلاد وبعيداً عن التنظير والرغبة تزيد من الشكوك حول مدى استعداد النظام وقبوله بتسوية تنهي معاناة السوريين وتحل الأزمة وهذا ما ينبغي على جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي مراعاته و إيلاء الاهتمام اللازم بالقضية السورية من خلال إيجاد حل جذري وشامل لها ، وانتهاز الفرصة التي أٌتيحت بعودة النظام للجامعة العربية ، بالعمل على إصدار لائحة تنفيذية تفصيلية مبرمجة زمنيا للقرار2254 تصدر عن مجلس الأمن بعيدة عن العموميات والاجتهادات المختلفة ، وتأخذ بالاعتبار مستجدات الأوضاع والتحولات التي حدثت .
ويدعو فيصل يوسف الى ضرورة الاخذ بمصالح سورية وشعبها في أي توجه ودون ذلك ستبقى الأزمة السورية مفتوحة وتنعكس على محيطها الإقليمي والدولي .
اما بخصوص سؤال المرصد السوري عن دور المعارضة بعد التصالح العربي والمشاركة في قمة الجامعة العربية، قال محدثتنا: لا بد لها أن تراجع مسيرتها الماضية وتضع برامج وخطط تلبي تطلعات السوريين ورغبتهم في بناء دولة ديمقراطية اتحادية بعيدا عن التجاذبات الدولية والإقليمية…:”