المومني: المنطقة العازلة جنوب سوريا قرار يعود للأمم المتحدة

36
أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، أن أي قرار لإقامة منطقة عازلة جنوب سوريا، بحسب ما ذكرت تقارير صحافية أخيرة، يعود للأمم المتحدة، وأن المهم تأكيده هو أمن واستقرار الشعب السوري.

وقال الوزير المومني لـ«لشرق الأوسط»، إن الأردن يرحّب بأي قرار من شأنه أن يساعد الشعب السوري الشقيق على إنهاء أزمته.

وحول ما تعرضت له مناطق الرمثا والقرى الحدودية لقذائف مصدرها الأراضي السورية، وأدى إلى مقتل مواطن في الآونة الأخيرة قال إنه كان حدثًا استثنائيًّا، إذ لم يسبق أن تضرّر الأردن بهذا الشكل جرّاء الأحداث الدائرة في سوريا.

وأضاف المومني أن «أجهزتنا المختصّة على أتمّ الاستعداد للتعامل مع أيّ اعتداءات أو تجاوزات، يكون من شأنها المساس بحرمة أراضينا أو سلامة مواطنينا».

وقال إن الحدود الشماليّة في الداخل الأردني آمنة، ولا وجود لمظاهر غير طبيعيّة، فالصراع بمجمله في الداخل السوري، مشيرا إلى أن الأردن حريصٌ على بقاء حدوده آمنة، وبعيدة عن الصراع، وأن القوات المسلحة الأردنية تؤدّي دورها في هذا المجال بكلّ كفاءة ومهنيّة، تدعمها ثقة أبناء الوطن.

وحول مشروع تدريب العشائر السورية، قال إن الأردن جزء من التحالف العربي والدولي ضدّ الإرهاب، وقد تم التوافق بين الجميع على الكثير من الخيارات التي من شأنها القضاء على التنظيمات الإرهابيّة التي استباحت مناطق سوريا وعراقيّة، ومارست أبشع أنواع القتل والتدمير، مشيرا إلى أنه من بين الخيارات تمكين العشائر السورية من محاربة تلك التنظيمات، من خلال مدّهم بالأسلحة والتدريب اللازمين، وذلك بناء على طلب أبناء العشائر أنفسهم.

وحول فتح معبر جابر أمام حركة المسافرين والسيارات بعد سيطرة المعارضة على الجانب السوري قال المومني إننا نتخذ مثل هذه القرارات في الأوقات المناسبة وبناء على الأوضاع الأمنية في الطرف السوري وفقًا لما تؤول إليه الأوضاع في الداخل السوري، وبما يضمن أمن واستقرار أراضينا، وسلامة أبنائنا، مشيرا إلى أننا لا نتدخل بالشأن الداخلي السوري، إلا من حيث واجبنا الإنساني المتمثّل بإيواء اللاجئين ومساعدتهم.

وردا على اتهامات النظام السوري للأردن أكثر من مرة بأنه يدعم المعارضة السورية، قال الوزير المومني، إن «هذه الاتهامات باطلة، وموقف الأردن معروف ومعلن منذ بداية الأزمة السورية، فنحن ندعم الحلّ السياسي، الذي يضمن وحدة سوريا، ويعيد إليها أمنها واستقرارها، ويوقف نزيف الدماء فيها، وهو ما يجب على النظام السوري أن يلتفت إليه، بدلاً من إلقاء الاتهامات جزافًا».

وحول المواضيع التي بحثها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط خلال زيارته الأخيرة للأردن، قال المومني إن «زيارة جنبلاط إلى الأردن جاءت لبحث تطوّرات الأوضاع في المنطقة، خصوصًا ما يجري في الداخل السوري، وبهدف التعرّف على الجهود التي يبذلها الأردن في دعم وحماية الأشقاء السوريين المهدّدين بفعل الصراع على أراضيهم، وآليات التعاون الممكنة في هذا المجال».

وأكد المومني أن حكمة القيادة الهاشمية التي تتخذ القرارات الصائبة ووعي المواطن واحترافية الأجهزة الأمنية والعسكرية في ظل المشهد الإقليمي الملتهب، تعد صمام الأمان الذي جعل الأردن ينعم بالأمن والاستقرار، مشددا على احترافية مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية التي جعلت من الأردن دولة صلبة منيعة تنعم بالأمن والاستقرار.

وأشار إلى أن الجميع في الأردن يقفون ضد الإرهاب والتطرف، فالدولة الأردنية ليست دولة إقصائية، فهناك عملية سياسية جامعة.

وكان الأردن عزز من وجود قواته المسلحة على حدوده مع العراق وسوريا من خلال تحركات واسعة جديدة على الواجهات الشمالية والشرقية للبلاد.

وأرسلت القوات المسلحة قبل أسبوعين «تعزيزات عسكرية نوعية كبيرة من مختلف تشكيلات القوات المسلحة البرية، منها تجهيزات وآليات متطورة ذات تقنيات عالية لتعزيز منظومة أمن الحدود والردع وتموضعت في مواقع مناسبة».

ويحاذي الأردن العراق بحدوده الشرقية وطولها 180 كلم والتي تشهد على الجانب العراقي معارك كر وفر مع تنظيم داعش، فيما يرتبط مع سوريا بحدود شمالية طولها 378 كيلومترا وتشهد توترات أمنية وسقوط بعض القذائف من الجانب السوري على البلدات الأردنية.

الشرق الاوسط