تزامنا مع تصريحات دونالد ترامب…طائرات التحالف تستهدف تحركات للتنظيم في مزارع الباغوز ومحيطها وتتحضر لعمليتها الأخيرة في المنطقة

33

في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب مقتضب عن استعادة كامل الأراضي من تنظيم “الدولة الإسلامية” لا يزال الأخير يتواجد بالمئات من مقاتليه وأعداد غير معروفة من المدنيين المتبقين معه وعوائل عناصره وقادته، في مزارع الباغوز بالريف الشرقي لدير الزور، على مقربة من الضفاف الشرقية لنهر الفرات، حيث يحاول قادة التنظيم ومن تبقى من مقاتليه الرافضين للاستسلام والبالغ عددهم أكثر من 260 مقاتلاً، الدفاع عن البقاء الأخير لهم، فيما تسعى قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة منها، لإنهاء تواجد التنظيم في المنطقة بشكل كامل وتمشيطها وفرض سيطرتها الكاملة عليها، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قصفاً من قبل الطائرات التابعة للتحالف الدولي طال تحركات لعناصر من التنظيم في محيط مزارع الباغوز بالتزامن مع قصف طال مواقع أخرى من المنطقة، وسط استمرار الاستعدادات لتنفيذ عملية عسكرية ضد التنظيم في حال الانتهاء من إخراج المدنيين عوائل عناصره الراغبين بالخروج.

وكان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال الساعات الأخيرة، خروج مزيد من الأشخاص والدفعات، من مزارع الباغوز بالقرب من الضفاف الشرقية لنهر الفرات، نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ورصد المرصد السوري خروج دفعة جديدة مؤلفة من نحو 930 شخصاً بينهم نحو 60 رجلاً، على متن عدد من الشاحنات، ولوحظ في الدفعتين الأخيرتين يومي الأربعاء الـ 27 من شباط والخميس الـ 28 من الشهر ذاته، انخفاضاً كبيراً في تعداد الخارجين من المزارع الواقعة بين الباغوز وضفة النهر الشرقية، وبذلك يرتفع إلى 52680 عدد الخارجين الذين وثقهم المرصد السوري منذ الأول من ديسمبر الفائت من العام 2019، من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وروسية وصومالية وفلبينية وغيرها من الجنسيات الآسيوية والغربية من بينهم أكثر من 50680 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا في الـ 19 من ديسمبر من العام 2018، من ضمنهم نحو 5392 من عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، القسم الغالب منهم من الجنسية العراقية، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم، كما علم المرصد السوري أن نحو 300 من عناصر التنظيم تمكنوا خلال الأيام والأسابيع الفائتة من التسلل عبر نهر الفرات إلى الجيب الأكبر والأخير المتبقي للتنظيم في البادية السورية ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والروس والإيرانيين في شمال تدمر

المرصد السوري نشر صباح اليوم الخميس أن 30 شاحنة على الأقل جرى إدخالها صباح اليوم الخميس الـ 28 من شهر فبراير الجاري إلى منطقة المزارع الواقعة بين الباغوز والضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث من المرتقب أن تجري عملية إخراج دفعة جديدة وكبيرة من المنطقة خلال الساعات القليلة القادمة إذا لم يجري أي خرق يعكر صفو عملية الإخراج، ونشر المرصد السوري يوم أمس الأربعاء، أن دفعة جديدة من المتبقين في المزارع الواقعة بين الباغوز والضفاف الشرقية لنهر الفرات خرجوا نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن أكثر من 700 شخص بينهم الكثير من التركستان والآسيويين، من ضمنهم نحو 40 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” خرجوا نحو مناطق سيطرة قسد ووصلوا إليها، على متن 15 شاحنة، فيما يجري الترقب لخروج مزيد من الشاحنات خلال الساعات المقبلة، وعلم المرصد السوري أن المقاتلين جرى نقلهم على متن سيارات إلى قاعدة للتحالف الدولي بريف دير الزور، بينما نشر المرصد السوري أمس أنه لا تزال الدفعات القادمة من مزارع شرق الفرات في الريف الشرقي لدير الزور بالقرب من منطقة الباغوز، تحمل معها مزيداً من الوفيات من الأطفال الذين لم يتمكنوا من تحمل الأحوال الجوية والأوضاع الصحية في مناطق تواجد التنظيم وخلال رحلة النزوح نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية مخيم الهول، حيث وصلت ضمن الدفعة الواصلة إلى مخيم الهول ليل أمس الثلاثاء الـ 26 من شباط / فبراير الجاري، طفلة متوفية نتيجة تفاقم سوء حالتها الصحية، لترتفع أعداد الوفيات في مخيم الهول إلى 51 حالة معظمهم من الأطفال، ممن فارقوا الحياة نتيجة أوضاع إنسانية ومعيشية سيئة، والقسم الأكبر منهم فارق الحياة نتيجة أمراض تزايدت مضاعفاتها خلال رحلة الوصول إلى مخيم الهول، آخرها حالتان فارقتا الحياة إحداها في المخيم وآخر في المشفى، فيما أشعل تصاعد الوفيات استياء النازحين الذين أكدوا للمرصد السوري أن الأمم المتحدة هي المسؤولة عن وفاة أطفالهم وذويهم، وهي من تتحمل المسؤولية الأولى عن كل هذا التقصير من خلال منظماتها المرتشية التي تعمد لإهانة النازحين، فيما تكتفي المنظمات الدولية بالبيانات الإعلامية التي تضفي لها نقاطاً على الساحة الإنسانية الدولية.

 

صور للمرصد السوري لحقوق الإنسان ترصد عناصر من قوات سوريا الديمقراطية وقصف من طائرات التحالف الدولي على مزارع الباغوز