“دولة الخلافة” تنتعش في العام 2021.. التنظيم يقتل 625 شخص في مناطق نفوذ النظام السوري والإدارة الذاتية.. ويخسر ما يزيد عن 500 من مقاتليه

المرصد السوري يطالب المجتمع الدولي بإيجاد حلول جدية تقي المواطن السوري من خطر تنظيم "الدولة الإسلامية"

110

عام جديد يطوي صفحاته الأخيرة، ولايزال تنظيم “الدولة الإسلامية” يؤكد قوته وتواجده على الأراضي السورية، خلافا لإعلان قيادة التحالف الدولي هزيمته في شهر مارس/آذار من العام 2019، وتكمن قوة التنظيم من خلال العمليات المتصاعدة التي ينفذها ضمن مناطق نفوذ قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية، حيث يعمل تنظيم “الدولة الإسلامية” على استغلال كل فرصة سانحة لإثارة الفوضى وتنفيذ عملياته ليرسل عبرها رسالة صريحة مفادها أن التنظيم سيظل باقياً.
وفي المقابل، تقوم قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي بحملات أمنية مضادة، إضافة إلى العمليات الأمنية التي تشنها قوات النظام بين الحين والآخر، فضلاً عن الضربات الجوية المكثفة من قبل سلاح الجو الروسي، إلا أن جميع ما سبق لم يحقق المطلوب إطلاقاً.
ويستعرض المرصد السوري لحقوق الإنسان في التقرير الآتي تفاصيل نشاط التنظيم وعملياته ضمن مختلف مناطق السيطرة خلال العام 2021.

رغم التصعيد الروسي.. التنظيم يقتل نحو 400 من قوات النظام والميليشيات الموالية لها

يواصل تنظيم “الدولة الإسلامية” توجيه الرسائل بأنه لا يزال يملك القوة الكافية لمجابهة النظام وحلفائه، هذه الرسائل المتمثلة بعمليات مكثفة في مناطق متفرقة من البادية السورية، حيث لا يزال التنظيم ينتشر على نحو 4000 كلم مربع انطلاقاً من منطقة جبل أبو رجمين في شمال شرق تدمر وصولاً إلى بادية دير الزور وريفها الغربي، بالإضافة لتواجده في بادية السخنة وفي شمال الحدود الإدارية لمحافظة السويداء.
ولا يكاد يمر يوم دون دون تفجير أو كمين أو استهداف أو هجوم خاطف، تتركز هذه العمليات بمجملها في مثلث حلب-حماة-الرقة وبادية حمص الشرقية وبادية الرقة بالإضافة لبادية دير الزور، وتقابل هذه العمليات، حملات أمنية دورية تنفذها قوات النظام والمليشيات الموالية لها في عمق البادية، بإسناد جوي مكثف من قبل الطائرات الحربية الروسية التي تستهدف البادية بشكل شبه يومي.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، وثق خلال العام 2021، مقتل 880 شخص في العمليات العسكرية ضمن البادية السورية، هم: 484 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” (83 منهم قضوا باستهدافات واشتباكات مع قوات النظام، والبقية -أي 401- قتلوا بقصف جوي روسي)، و396 من قوات النظام والميليشيات الموالية لها قتلوا في استهدافات وهجمات وتفجيرات وكمائن لعناصر التنظيم.

وجاء التوزع الشهري للخسائر البشرية خلال العام 2021 على النحو التالي:

– 121 قتيلاً في كانون الثاني، 81 من التنظيم، و40 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها

– 182 قتيلاً في شباط، 89 من التنظيم، و93 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها

– 97 قتيلاً في آذار، 69 من التنظيم، و28 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها

– 85 قتيلاً في نيسان، 64 من التنظيم و21 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها

– 59 قتيلاً في أيار، 27 من التنظيم، و32 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها

– 87 قتيلاً في حزيران، 35 من التنظيم، و52 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها

– 55 قتيلاً في تموز، 23 من التنظيم، و32 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها

– 25 قتيلاً في آب، 14 من التنظيم، و11 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها

– 51 قتيلاً في أيلول، 15 من التنظيم، و36 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها

– 47 قتيلاً في تشرين الأول، 31 من التنظيم، و16 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها

– 33 قتيلاً في تشرين الثاني، 15 من التنظيم، و18 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها

– 38 قتيلاً في كانون الأول، 21 من التنظيم، و17 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها

يذكر أن تنظيم “الدولة الإسلامية” كان قد تمكن خلال العام الفائت 2020 من قتل 819 عنصر من قوات النظام والمليشيات الموالية لها عبر كمائن واستهدافات وقصف واشتباكات ضمن البادية السورية، من ضمنهم 108 من المليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، كما خسر التنظيم 507 من مقاتليه في العمليات ذاتها وبالقصف الجوي من قبل طيران النظام والروس.

نحو 344 عملية في مناطق “قسد” تسفر عن مقتل نحو 230 شخص

على غرار مناطق نفوذ النظام السوري في البادية، يواصل تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياته بشكل مكثف في مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” و“قوات سوريا الديمقراطية”، عبر هجمات مسلحة وتنفيذ اغتيالات بأشكال مختلفة كإطلاق الرصاص والقتل بأداة حادة وزرع عبوات ناسفة وألغام، وتقابل قسد عمليات التنظيم بحملات أمنية بشكل دوري تقوم بها برفقة التحالف وتطال خلايا التنظيم ومتهمين بالتعامل معه، لكن جميع تلك الحملات لم تأتي بأي جديد يحمل معه الأمن والاستقرار في تلك المناطق.
نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان رصدوا ووثقوا خلال العام 2021، أكثر من 344 عملية قامت بها خلايا التنظيم في مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” ضمن كل من دير الزور والحسكة وحلب والرقة، تمت تلك العمليات عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات.

ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر خلال العام 2021، 229 شخص، هم: 93 مدني بينهم 5 أطفال و9 نساء، و136 من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي والدفاع الذاتي وتشكيلات عسكرية أخرى عاملة في المنطقة.

ويستعرض المرصد السوري فيما يلي، التوزع الشهري لتلك العمليات ونتائجها :

– 51 عملية في شهر كانون الثاني، أسفرت عن مقتل 37 شخص، هم 16 مدني و21 عسكري

– 63 عملية في شهر شباط، أسفرت عن مقتل 46 شخص، هم 10 مدنيين بينهم طفل وامرأتين، و36 عسكري

– 41 عملية في شهر آذار، أسفرت عن مقتل 16 شخص، هم 5 مدنيين، و11 عسكري

– 31 عملية في شهر نيسان، أسفرت عن مقتل 23 شخص، هم 8 مدنيين بينهم طفل وامرأتين، و15 عسكري

– 35 عملية في شهر آيار، أسفرت عن مقتل 21 شخص، هم 4 مدنيين، و17 عسكري

– 21 عملية في شهر حزيران، أسفرت عن مقتل 16 شخص، هم 8 مدنيين، و8 عسكريين

– 16 عملية في شهر تموز، أسفرت عن مقتل 10 أشخاص، هم 7 مدنيين، و3 عسكريين

– 18 عملية في شهر آب، أسفرت عن مقتل 12 شخص، هم 6 مدنيين بينهم طفل وسيدة، و6 عسكريين

– 12 عملية في شهر أيلول، أسفرت عن مقتل 8 أشخاص، هم 6 مدنيين بينهم سيدة، واثنان من التشكيلات العسكرية التابعة لقسد

– 11 عملية في شهر تشرين الأول، أسفرت عن مقتل 8 أشخاص، هم 5 مدنيين، و3 عسكريين

– 29 عملية في شهر تشرين الثاني، أسفرت عن مقتل 22 شخص، هم 15 مدني بينهم طفلين وامرأتين، و7 عسكريين

– 16 عملية في شهر كانون الأول، أسفرت عن مقتل 10 أشخاص، هم 3 مدنيين بينهم سيدة، و7 عسكريين.

يذكر أن العمليات الأمنية المضادة للتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية خلال العام 2021، أسفرت عن مقتل 19 من عناصر وخلايا التنظيم، واعتقال المئات منهم.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد وثق خلال العام 2020، أكثر 480 عملية لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” ضمن مناطق قسد في دير الزور والحسكة والرقة ومنطقة منبج، توزعت تلك العمليات بين تفجيرات وكمائن واستهدافات وهجمات، وتسببت بمقتل واستشهاد 208 أشخاص، هم 86 مدنياً بينهم 10 أطفال و6 مواطنات، و122 من التشكيلات العسكرية العاملة في تلك المناطق.

المختطفون لدى التنظيم.. عام جديد والتجاهل مستمر حول مصيرهم

على الرغم من انقضاء نحو 33 شهرا على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة شرق نهر الفرات، وبرغم التطورات التي جرت على مدار الفترة الماضية، فإن الصمت لا يزال متواصلا من قبل جميع الأطراف حول قضية المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” دون تقديم أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين، حيث تتواصل المخاوف على حياة ومصير المختطفين ومنهم الأب باولو داولوليو والمطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وعبدالله الخليل وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافة لمئات المختطفين من أبناء منطقة عين العرب (كوباني) وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور.

وعلى ضوء التطورات المتلاحقة فيما يتعلق بتنظيم “الدولة الإسلامية” ونشاطه الكبير، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته لمجلس الأمن الدولي بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية، لينال قتلة الشعب السوري عقابهم مع آمريهم ومحرضيهم. كما يشير “المرصد السوري” إلى أنه سبق وأن حذر قبل إعلان التنظيم عن “دولة خلافته” في سورية والعراق، بأن هذا التنظيم لم يهدف إلى العمل من أجل مصلحة الشعب السوري، وإنما زاد من قتل السوريين ومن المواطنين من أبناء هذا الشعب الذي شرد واستشهد وجرح منه الملايين، حيث عمد تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى تجنيد الأطفال فيما يعرف بـ”أشبال الخلافة”، والسيطرة على ثروات الشعب السوري وتسخيرها من أجل العمل على بناء “خلافته”، من خلال البوابات المفتوحة ذهاباً وإياباً مع إحدى دول الجوار السوري.