معارك عنيفة قرب دمشق … ومناصرو النظام يستخدمون أسرى دروعاً بشرية في إدلب

24

استمرت المعارك العنيفة في الغوطة الشرقية لدمشق، وسط معلومات عن تقدم لقوات النظام في مناطق جبلية كانت الفصائل الإسلامية قد سيطرت عليها في الأيام الماضية. كما أعلنت الحكومة السورية أن جنودها بالتعاون مع «حزب الله» كشفوا نفقاً ضخماً للمعارضة قرب مدينة الزبداني ودمّروه، فيما لجأ مقاتلون في منطقتين شيعيتين مواليتين للنظام في ريف إدلب إلى استخدام أسرى دروعاً بشرية من خلال وضعهم في أقفاص على سطوح المنازل لمنع المعارضة من مواصلة قصفهما.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في تقرير أمس من ريف دمشق، أن «الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية من طرف آخر، في محيط منطقة ضاحية الأسد وأطرافها والجبال المحيطة بها، وسط معلومات عن معاودة قوات النظام التقدم في الجبال» الواقعة في غوطة دمشق الشرقية.

وتابع أن «الاشتباكات ترافقت مع قصف عنيف ومتبادل بين الطرفين، وأسفرت عن استشهاد 4 من مقاتلي الفصائل الإسلامية»، إضافة إلى 11 آخرين قُتلوا خلال الساعات الـ 24 الماضية. وأشار إلى تنفيذ الطيران الحربي صباحاً غارات عدة على مناطق في مدينتي دوما وحرستا بالغوطة الشرقية.

وفي الغوطة الغربية، ذكر «المرصد» أن الطيران المروحي ألقى منذ الصباح «ما لا يقل عن 14 برميلاً متفجراً على مناطق في داريا»، وسط اشتباكات بين المعارضين وقوات النظام في محيط هذه المدينة القريبة من سجن المزة العسكري.

وقرب الحدود اللبنانية، استمرت «الاشتباكات العنيفة «بين قوات الفرقة الرابعة و «حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني وجيش التحرير الفلسطيني من جهة، والفصائل الاسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى، في مدينة الزبداني وجبلها الشرقي، وسط تقدم في مبانٍ عدة للفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني في المدينة»، بحسب «المرصد» الذي تحدث عن مقتل إثنين من «حزب الله».

وفي إطار مرتبط، ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن الجيش السوري «بالتعاون مع المقاومة اللبنانية» («حزب الله») كشف «نفقاً للتنظيمات الإرهابية بطول 500 م بين بلدة مضايا وسهل مضايا المحاذي لسهل الزبداني»، مضيفة أن «النفق كان مجهزاً بالإنارة والتهوية وهو متصل بمبنى قرب الطريق العام غرب بلدة مضايا حيث كان يستخدمه الإرهابيون كخط إمداد ونقل الأسلحة والذخيرة والمواد التموينية». وأضافت «سانا» أن قوات النظام فجّرت النفق بعد يوم من سيطرتها «على جامع الجسر وبعض الكتل المحيطة به وعلى عدد من كتل الأبنية في حي النابوع وتقدمت إلى مشارف ساحة العارة وسط مدينة الزبداني».

وفي محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، أشار «المرصد» إلى اشتباكات عنيفة «بين الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجند الأقصى والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين شيشانيين وأوزبك في الفصائل الإسلامية من جهة، وقوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية المدربة على يد قادة مجموعات من «حزب الله» اللبناني من جهة أخرى، في محيط بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية». وتحدث عن «خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، فيما قُتل خمسة مواطنين وأصيب آخرون «جراء سقوط قذائف أطلقتها الفصائل الإسلامية على بلدتي كفريا والفوعة». وتابع أن الطيران المروحي ألقى سلالاً على مناطق في البلدتين، مشيراً إلى «معلومات مؤكدة عن قيام المسلحين الموالين للنظام باحتجاز أسرى لديها داخل أقفاص وضعت على أسطح المنازل، في محاولة لتخفيف وإيقاف القصف» الذي تقوم به المعارضة.

إلى ذلك، قال «المرصد» إن مسلحين مجهولين يدّعون انتماءهم إلى «جبهة النصرة» دهموا مقراً لفصيل إسلامي في منطقة الصياد بريف حماة الشمالي، مشيراً إلى مصادرتهم «كافة محتويات المقر من أسلحة وذخائر بالإضافة إلى اعتقال عناصره وإطلاق سراحهم عقب خروجهم من القرية». وتابع أن «جبهة النصرة» لم يكن لها في الواقع أي علاقة بعملية الدهم، وأنها أرسلت رتلاً إلى القرية «للتحقيق في الحادثة».

وفي محافظة حلب (شمال)، قصفت المعارضة مناطق سيطرة النظام في حيي الأشرفية وصلاح الدين بمدينة حلب، ما أدى إلى سقوط نحو 15 جريحاً، بحسب «المرصد» الذي قال إن مواطناً قُتل برصاص حرس الحدود التركي خلال محاولته عبور الحدود قرب بلدة الراعي التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» بريف حلب الشمالي. وقال «المرصد»، في غضون ذلك، إن «طائرات تابعة للتحالف الدولي» قصفت ليلة أول من أمس تمركزات لتنظيم «داعش» في بلدة صوران، بريف حلب الشمالي، ما أدى إلى مقتل خمسة عناصر من التنظيم، فيما «استهدفت طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي بضربات عدة رتلاً لتنظيم الدولة … في منطقة اخترين، ومعلومات عن قتلى وجرحى في صفوف عناصر التنظيم».

وفي محافظة حمص (وسط) قُتل ثلاثة مواطنين جراء قصف الطيران الحربي على مدينة تدمر الخاضعة لسيطرة «داعش» منذ أيار (مايو) الماضي، فيما دارت «اشتباكات عنيفة» بين التنظيم وقوات النظام في محيط حقل شاعر ومناطق أخرى في منطقة مكسر الحصان ومحيط جبال الشومرية بريف حمص الشرقي.

وفي محافظة دير الزور (شرق)، نفّذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في محيط مطار دير الزور العسكري، من دون انباء عن اصابات، كما نفذت طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، ضربات عدة على مناطق في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، ومناطق أخرى في أطراف مدينة البوكمال التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، بحسب ما أورد «المرصد».

وفي محافظة الحسكة (أقصى شمال شرقي سورية)، أكد «المرصد» مقتل 26 بينهم 6 من قوات الأمن الداخلي الكردية «الأسايش» وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح جراء تفجير عربتين مفخختين عند نقطة لقوات (الأسايش) وبالقرب من منطقة محطة القطار القريبة من مقر لقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام وسط مدينة الحسكة.

أما التلفزيون السوري الرسمي، فأحصى في شريط إخباري عاجل سقوط «عشرين شهيداً جراء التفجير الإرهابي» الذي استهدف حي المحطة في الحسكة، مضيفاً أن «فرق الإنقاذ تبحث بين أنقاض الأبنية المنهارة لإسعاف المصابين». وجاء هذا التفجير بعد نصف ساعة على وقوع تفجير مماثل استهدف حي خشمان في المدينة.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها، عن مقتل 17 شخصاً، خمسة منهم في خشمان و12 في المحطة، مشيرة إلى إصابة سبعين آخرين بجروح، ثلاثون منهم في حي خشمان.

وتتقاسم وحدات حماية الشعب الكردية مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها السيطرة على مدينة الحسكة التي تعرضت لهجمات عدة شنها تنظيم «داعش» الموجود في مناطق عدة في المحافظة. وتمكن هذا التنظيم بعد شنه هجوماً على مواقع لقوات النظام في مدينة الحسكة في حزيران (يونيو)، من السيطرة على بعض الأحياء الجنوبية للمدينة قبل أن تعيد قوات النظام والقوات الكردية طرده منها.

أما في ريف الحسكة، فقد دارت فجراً اشتباكات بين عناصر «داعش» و «وحدات حماية الشعب» الكردية في محيط جبل عبدالعزيز وفي الريف الجنوبي الغربي لمدينة الحسكة.

وفي محافظة اللاذقية الساحلية، قال «المرصد» إن خمسة بينهم قيادي في فرقة مقاتلة قُتلوا خلال اشتباكات مع قوات النظام في ريف اللاذقية الشمالي، بينما تعرضت مناطق في تلة السيرياتيل بالريف الشمالي لقصف من قبل قوات النظام الذي فقد سبعة من عناصره بقذيفة في محيط قمة النبي يونس.

 

المصدر: الحياة