ممثلو الحكومة والمعارضة في جنيف تبادلوا الاتهامات

41

تبادل مفاوضو الحكومة السورية والمعارضة الإهانات في ختام الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف مساء الجمعة، ووصفوا بعضهم بعضا بـ «الإرهابيين» و «المراهقين» بعد جولة استغرقت ثمانية أيام في جنيف.

ولا يلتقي الجانبان وجهاً لوجه لكنهما يتفاوضان عبر مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا ويوجهان انتقاداتهما الحادة أمام كاميرات التلفزيون بعد كل اجتماع معه.

وقال رئيس وفد المعارضة نصر الحريري، إن «النظام الإرهابي» للرئيس بشار الأسد رفض مناقشة الانتقال السياسي خلال جولة محادثات بقيادة الأمم المتحدة. وأضاف أن الأسد «مجرم حرب ينبغي أن يتنحى باسم السلام».

وأضاف للصحافيين: «النظام حتى هذه اللحظة يرفض مناقشة أي شيء ما عدا التمسك بخطابه الفارغ حول محاربة الإرهاب وهو أول من نسق وجذب الإرهاب إلى المنطقة في حين يستمر في استخدام الأسلحة واستهداف المدنيين والحصار والتجويع والأسلحة الكيماوية».

وتابع قائلا: «لا يمكن حدوث سلام من دون عدالة.» وأضاف «لا ينبغي أن تكون المحاسبة على الجرائم بنداً تفاوضياً… لن نهدأ حتى نضع مرتكبي الجرائم في سورية أمام العدالة».

وقال الحريري إنه يبحث عن شريك في المفاوضات يضع مصالح الشعب السوري أولاً، فيما قال رئيس وفد الحكومة بشار الجعفري: «ليس لدينا شريك وطني، ولا توجد إرادة سياسية لدى رعاة الإرهاب».

وسخر الجعفري من وفد المعارضة ووصفهم بـ «المراهقين» الذين يظنون أنهم يظهرون في برنامج للمواهب في التلفزيون مثل «أراب آيدول» و «ذا فويس».

وقال الجعفري: «هؤلاء لا يريدون مكافحة الإرهاب ولا حلاً سياسياً إلا إذا كان على مقاس أوهامهم التي أثبتت السنوات والحقائق أنها لم ولن تتحقق، ولم يكن على ألسنتهم إلا كلمة واحدة أو وهم واحد ألا وهو أن نسلمهم مفاتيح سورية والسلطة».

ووصفهم أيضا بأنهم «مرتزقة» لم يتلقوا في ما يبدو تعليمات ممن يحركونهم سوى مواصلة دعم الإرهاب وإشاعة الفوضى في جولات التفاوض.

وقال الجعفري إن وفده سلم لدي ميستورا وثائق بشأن كل جوانب المحادثات، وهي الانتخابات والدستور وإصلاح نظام الحكم ومكافحة الإرهاب، إلا أن المعارضة لم ترد.

وعلى الرغم من وابل الإهانات، قال دي ميستورا إن الجانبين حريصان على العودة لإجراء المزيد من المحادثات، وإن كان «لا يرى هذا يتطور على الفور إلى اتفاق سلام». وقال: «هناك تحديات حقيقية على الأرض ونراها أمام أعيننا. لكن دعونا نكن صرحاء، لم ينسحب أحد من المفاوضات على الرغم من وجود هذه التحديات».

كانت الولايات المتحدة وروسيا تدعمان في الأصل محادثات جنيف التي بدأت بشكل متقطع العام الماضي قبل أن تنهار بسبب تصاعد المعارك. وينظر إلى روسيا على نطاق واسع بوصفها من يملك ميزان القوى في الصراع بينما تراجعت الولايات المتحدة عن تأييدها العلني لمقاتلي المعارضة.

وقالت نيكي هايلي سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة الخميس، إن الأولوية لم تعد «لإزاحة الأسد».

وقال الحريري إن الولايات المتحدة لا تزال صديقة لهم ولم يطرأ تغيير جذري. وقال الجعفري إن هايلي جديدة وتحتاج للوقت «كي تهضم وقائع الحوار السوري». وتابع: «مستقبل سورية يقرره السوريون أنفسهم وليس السفيرة الأميركية ولا غيرها».

وكان دي ميستورا قال إن ممثلي أطراف الحرب السورية خاضوا بكثير من التفصيل في جوهر جدول الأعمال المتفق عليه خلال جولة المحادثات التي انتهت الجمعة، وإنهم حريصون ومستعدون للعودة إلى جنيف لجولة أخرى من المحادثات.

وقال المسؤول الدولي للصحافيين: «أعتقد أن بوسعي التحدث نيابة عن كل المشاركين، بأنه تنبغي مواصلة هذا التقدم التدريجي في العملية السياسية وإن كان تدريجياً فقط». وأضاف «لا أستطيع أن أنكر وجود تحديات كبيرة ولا أرى هذا يتطور على الفور إلى اتفاقية سلام. لا شك في ذلك».

المصدر: الحياة