مناطق شرق الفرات بريف دير الزور بين السيطرة “الصورية” لقسد و”الضمنية” لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” المنتهي إعلاميًا

24

 

سبع مناطق في ريف دير الزور الشرقي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “بشكل صوري”، لكنها في حقيقة الأمر مرتعا خصبا لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” المنتهي إعلاميًا، إذ تنشط خلاياه بين سكانها وحتى بين المارين من خلالها لمجرد المرور، وتنفرد هذه المناطق السبع وهي “البصيرة الشحيل ذيبان و حوائج ذيبان الطيانة الزر” بظاهرة لم يعتدها أهالي الريف الشرقي من قبل تتمثل بجملة “يستقل شخصان دراجة نارية ويقوم أحدهما بإطلاق النار وقتل أشخاص آخرين بكل وحشية”.
وبشكل بات شبه يوميًا وفي وضح النهار وفي اليوم التالي أو ربما في ذات اليوم تصدر كتابات على وسائل التواصل الإجتماعي أو على بعض الوكالات والمعرفات الخاصة بتنظيم “الدولة الإسلامية” أن هؤلاء الأشخاص “إما مرتدين أو كفرة أو متعاونين مع الكفار والمرتدين من قسد والتحالف الدولي والنظام وفصائل المعارضة” علما أنه يوجد نسبة لا يستهان بها من المقتولين بهذه الطريقة من عامة الناس أي أناس مدنيين لا علاقة لهم بأي فصيل أو تنظيم مسلح.
تقع هذه المناطق في الريف الشرقي لدير الزور على بعد 55 كيلو مترا غرب مدينة هجين مما يجعلها ممرا شبه إجباري لما يقارب 15 بلدة على امتداد 80 كيلو متر، حيث بات معظم أهالي القرى والبلدات المجاورة لها يتخوفون من المرور خلال هذا الطريق رغما أنه الممر الوحيد إلى باقي مناطق شمال وشرق سوريا.
وخلال فترة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية فتحت معابر غير شرعية بين ضفتي نهر الفرات من وإلى مناطق قوات النظام والمليشيات الإيرانية وبذل أبناء هذه المناطق كل ما بوسعهم لبقاء المعابر مفتوحة حتى أنهم فقدوا بعض أبنائهم خلال محاولات قوات سوريا الديمقراطية إغلاق تلك المعابر، وتقوم حاليا قسد وقوات الأمن الداخلي والتحالف الدولي بمداهمات مستمرة على كل من يشتبه بأن له صلة بالاغتيالات أو كل من كان له صلة سابقة بتنظيم “الدولة الإسلامية” إلا أن جميع تلك الحملات لم تنهي مظاهر القتل والاغتيالات في المنطقة باعتبار خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” متجذرة بشكل كبير في المناطق التي ذٌكرت أعلاه، وتعيش حكم أشبه بمسمى “دولة خلافة مصغرة” عن السابقة.
ومن أهالي الضحايا المغدورين في تلك البلدات المواطن “ر.ا” حيث يقول للمرصد السوري، ابني ليس له ذنب إلا أنه شارك في تحرير بلدته ذيبان من قبضة تنظيم “الدولة الإسلامية” أثناء قتاله في صفوف قوات سوريا الديمقراطية وبعد انتهاء دوامه ذهب إلى الفرن لإحضار الخبز لأولاده ليلقى حتفه في طريق العودة على يد مجهولين يستقلون دراجة نارية أطلقوا عليه النار
وهناك الكثير من الضحايا سقطوا خلال مرورهم من مدينة الشحيل والقرى المجاورة من مدنيين وعسكريين كان كل ذنبهم أنهم مروا خلال تلك المناطق.
ويقول المواطن “ر.ا “، أنا مضطر لترك بيتي والهجرة إلى مكان أكثر أمناً للعيش بسلام مع من تبقى من أحفادي وعائلتي بعيدًا عن خلايا التنظيم المنتشرة في تلك المناطق، القادرة على الوصول إلى شخص متى شاءت، ويقول المواطن “إ .م” وهو من مدينة هجين في شهادته للمرصد السوري،” شقيقي ذهب ضحية الإرهاب لمجرد أنه ذهب للتداوي في مشفى الشحيل، إلى متى ونبقى نموت في بيوتنا ونحن نخشى الذهاب أو المرور من خلال ما أسماه “طريق اللاعودة” في إشارة منه إلى طريق الشحيل الذي يصل إلى باقي مناطق الريف الشرقي لدير الزور، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن المنطقة لا زالت تحت وطأة “الحكم القبلي العشائري” وأنه مازال هناك من يطالب بأخذ الثأر من قتلة أقاربه أو ربما لا يمت له بصلة ولكن لمجرد أنه من عشيرته.
الجدير ذكره أن عدد المقاتلين والمدنيين والعاملين في المجال النفطي والمسؤولين في جهات خدمية، ممن اغتيلوا منذ شهر تموز/يونيو 2018 وحتى يومنا هذا، ضمن 4 محافظات، هي: حلب ودير الزور والرقة والحسكة، بالإضافة إلى منطقة “منبج” في شمال شرق محافظة حلب والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، يرتفع إلى 811 شخصاً.
ورصد “المرصد السوري” اغتيال خلايا مسلحة لـ 296 مدنياً، من بينهم 18 طفلًا و15 مواطنة في دير الزور والحسكة والرقة ومنطقة منبج، إضافة لاغتيال 511 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية بينهم قادة محليين في المناطق ذاتها، فيما قضى 4 من عناصر التحالف الدولي. كما أحصى “المرصد السوري” سقوط مئات الجرحى جراء عمليات الاغتيال تلك.