نحو مساحات آمنة.. الحدائق العامة بالرقة مقصدا للعوائل الفقيرة والنازحين

1٬346

تشتهر مدينة الرقة وريفها بتعدد الأماكن الطبيعية والبساتين والحدائق العامة، التي تكتظ بها وتزدهر التجمعات السكانية والمحلية.

بالمقابل وفي فترات سابقة، عكر صفو تلك المساحات توارد العديد من الشبان ومجاميع متعاطي المخدرات ومروجيها، مما يقض مضجع الزوار من النساء والأطفال.

وعمل مكتب مكافحة الجريمة المنظمة والأمن العام خلال الشهور الماضية منذ منتصف العام 2023 وحتى اليوم على حملات مكثفة طالت العديد من تجار ومروجي المخدرات وأصحاب السوابق والمسلحين، وإنشاء نقاط أمنية ثابتة وراجلة في الحدائق والساحات العامة، وفق مصادر المرصد السوري بالرقة.

تقول السيدة “أم عمر” 63 عاما من مدينة الرقة للمرصد السوري: اصطحب أحفادي وبناتي حين يكون الجو دافئاً إلى حديقة البستان، حيث تجتمع العائلات من نساء وأطفال، وبعد أن تم تسيير دوريات من قبل الأمن الداخلي، خفت وطأة تواجد تجمعات الشبان، الذين كانوا ينغصون علينا هذه الجلسات.

تتابع” أم عمر” الحدائق وضفاف نهر الفرات مقصد عديد العائلات كونها مناطق طبيعية، تناسب واقع العوائل الفقيرة ومحدودة الدخل، حيث لا تمتلك أغلبها تكلفة الذهاب لمطعم أو منتجع خاص بسبب عدم القدرة على التكاليف.

بدورها تضيف “خنساء الأحمد” 58 عاما وهي نازحة من ديرالزور وتقطن مخيم اليوناني: “لا ملجأ لدينا كعوائل نازحة ولأطفالنا سوى ضفاف نهر الفرات الموازي للمخيم، حيث نعود إلى تلك الأماكن الطبيعية ونصطحب أطفالنا للترويح وتخفيف وطأة الغربة والنزوح، وأمثالنا كثر، كوننا لا نستطيع الذهاب إلى مطاعم وأماكن سياحية على ضفة الفرات نفسها، لكن نواسي أنفسنا بالنظر أليها من بعيد وعلى ضفة واحدة.

بينما تقول “إسراء الخالد” 35عاما وهي نازحة من ريف حلب: “أذهب وجاراتي وأطفالي إلى حديقة الرشيد حين يغالب الصحو، طقوس الشتاء الباردة، حيث تكتظ الحديقة بالكثيرات من نساء وأطفال، وهي ترويحة عن الذات حين نرى جمالية بعض من الحياة، بعيدا عن ضنك وتكاليف المعيشة.