هجوم كبير للسيطرة على آخر المواقع الأسدية في القنيطرة النظام السوري يحصن دمشق ويشن 15 غارة على ريفها الغربي

22

فجر النظام السوري 500 منزل بمحاذاة مطار المزة العسكري شمال شرق داريا بغوطة دمشق الغربية لتحصين العاصمة من هجوم محتمل للمعارضة، فيما سيطرت كتائب المعارضة على تلتي قرين وبزاق القريبتين من مركز مدينة القنيطرة، وشن طيران النظام غارات على حي بستان القصر في مدينة حلب، كما استهدف بـ15 غارة جوية بلدة خان الشيح بريف دمشق الغربي، وقتل 18 شخصا على الاقل في مدينة دمشق وريفها، وأعلن تحالف لقوات المعارضة في جنوب سوريا امس الاربعاء عن هجوم كبير للسيطرة على المواقع الباقية التي ما زال الجيش السوري يسيطر عليها في محافظة القنيطرة.

قصف في حلب

وفي شمال البلاد، أحصى المرصد مقتل سبعة مواطنين بينهم اربعة اطفال الليلة قبل الماضية نتيجة “سقوط قذائف عدة على أحياء السبيل والخالدية والاعظمية وشارعي النيل وتشرين ومنطقة الشيحان الخاضعة لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب”.

وافاد المرصد في بريد الكتروني امس عن مقتل “تسعة اشخاص على الأقل واصابة عدد من الجرحى جراء سقوط قذائف صاروخية عدة بعد منتصف ليل الثلاثاء في محيط ساحة عرنوس في دمشق”.

وقال سكان محليون ان القصف استهدف الحديقة قرابة الساعة العاشرة والنصف ليلا.

وفي ريف دمشق، افاد المرصد السوري عن مقتل “تسعة مواطنين على الاقل بينهم طفلتان وست نساء جراء قصف عنيف وسقوط صواريخ عدة اطلقتها قوات النظام على مناطق في مدينة دوما”.

وغالبا ما يستهدف مقاتلو المعارضة المتحصنون في محيط العاصمة احياء سكنية في دمشق بالقذائف، في حين تقصف قوات النظام المناطق تحت سيطرة قوات المعارضة في ريف العاصمة بالمدفعية والطيران.

هجوم في الجنوب

وأعلن تحالف لقوات المعارضة في جنوب سوريا امس الاربعاء عن هجوم كبير للسيطرة على المواقع الباقية التي ما زال الجيش السوري يسيطر عليها في محافظة القنيطرة قرب هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل.

والقنيطرة هي منطقة حساسة تبعد نحو 70 كيلو مترا جنوب غربي العاصمة دمشق، وشهدت اشتباكات متعددة بين جماعات المعارضة المختلفة والجيش السوري ومسلحين متحالفين معه.

وكتب عصام الريس المتحدث باسم قوات المعارضة على تويتر ان الجماعات المشاركة في العملية وقعت اتفاقا لا يشمل جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا.

وقال الريس: إن الجماعات المشاركة في الهجوم تقاتل تحت راية الجيش السوري الحر. وحاربت جبهة النصرة في جنوب سوريا من قبل لكنها ليست الجماعة المعارضة الرئيسية فيه خلافا لما يحدث في مناطق أخرى من البلاد.

وقال مصور لرويترز يتابع الموقف من هضبة الجولان المحتلة: انه حدث في منطقة القنيطرة قصف عنيف منذ الساعات الاولى من صباح امس الاربعاء.

وفي مرحلة ما شاهد الدخان يتصاعد من نحو 13 موقعا للقصف وترددت من على بعد أصوات الاسلحة الصغيرة.

وقال المصور: ان القصف تركز فيما يبدو بين سد القنيطرة والبلدة نفسها وان بعض المباني على المشارف تضررت فيما يبدو. ولم تتضح جماعات المعارضة المشاركة في القتال.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وجماعات معارضة مسلحة من بينها فصائل اسلامية في شمال القنيطرة.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان عددا من الافراد قتل من الجانبين في المنطقة منذ الثلاثاء.

وقال عبدالرحمن ان قوات المعارضة التي تقاتل في محافظة السويداء الى الشرق أخفقت خلال معارك وقعت في الآونة الاخيرة في السيطرة على طريق رئيسي مؤد الى دمشق ولم يتضح ما اذا كانت ستتمكن من السيطرة على طريق يؤدي الى العاصمة في هذا الهجوم الاخير.

ونشر الريس على الانترنت صورة قال انها لغرفة عمليات في القنيطرة ظهرت فيها مجموعة من الرجال يرتدون زيا عسكريا وهم يلتفون حول طاولة يبدو ان عليها خريطة ومعدات.

ومارست جماعات معارضة مختلفة منها تنظيم داعش وجبهة النصرة ضغوطا شديدة على الجيش السوري في مناطق عدة من البلاد خلال الشهرين الماضيين.

وسيطر تحالف آخر للمعارضة يضم جبهة النصرة على محافظة إدلب الشمالية الغربية لتقترب أكثر من المعقل الساحلي للرئيس بشار الاسد بينما سيطر مقاتلو تنظيم داعش على مدينة تدمر بوسط سوريا الشهر الماضي.

وتقول الحكومة السورية انها قادرة على الدفاع عن مناطق هامة في غرب سوريا الذي تعيش فيه أعداد كبيرة من السكان وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد لرويترز يوم الجمعة الماضي إن دمشق آمنة الآن أكثر مما كانت عليه الاوضاع لدى بدء الصراع الذي تفجر بعد احتجاجات ضد الاسد عام 2011.

البحث عن بريطانيين

وفي سياق قريب، قال مسؤول تركي امس الأربعاء إن أجهزة الأمن التركية تبحث عن ثلاث شقيقات بريطانيات وأطفالهن التسعة إذ يخشى سفرهم إلى سوريا للانضمام لتنظيم داعش، وإنها لا تملك أي معلومات عن مكانهم.

وتم الإبلاغ قبل ستة أيام عن اختفاء الشقيقات الثلاث وهن خديجة وسجرا وزهرة داود وأطفالهن الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أعوام و15 عاما. ودعا زوجا اثنتين من الشقيقات إلى عودتهن.

وذكر المسؤول التركي أن الشقيقات الثلاث والأبناء سافروا لأداء مناسك العمرة وغادروا إلى اسطنبول في التاسع من يونيو.

وقلقت أسر الشقيقات الثلاث والأطفال عليهم حين لم يعودوا الى بريطانيا في 11 يونيو حزيران كما هو متوقع، واتصلت الشرطة البريطانية في اليوم التالي بالشرطة التركية طلبا للمساعدة.

وأضاف المسؤول التركي “ليست لدينا فكرة إذا كانوا في تركيا أم عبروا إلى سوريا. نعمل على إيجادهم لكن لا أثر لهم حتى الآن”.

وتقدر السلطات البريطانية أن أكثر من 700 بريطاني سافروا إلى سوريا ويعتقد أن نسبة كبيرة منهم انضموا إلى تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات شاسعة في سوريا والعراق.

ورفضت تركيا انتقادات بعض الدول الغربية لها لأنها لم توقف تدفق المقاتلين على سوريا وتقول إن المخابرات الداخلية لتلك الدول بحاجة في المقام الأول إلى فعل المزيد لمنع تبني مواطنيها الفكر المتشدد وسفرهم إلى تركيا.

 

المصدر: اليوم