مدينة الرقة في عام على طرد التنظيم منها….خراب لم يجرِ إعادة إعماره…فلتان أمني… وجثث منتشلة رفعت إلى 3650 مدني ومقاتل استشهدوا وقضوا وقتلوا

136

يستكمل اليوم الـ 20 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، العام الأول لعملية السيطرة على مدينة الرقة، من قبل قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي، بعد عملية عسكرية طويلة، أنهكت المدينة، وتسبب بدمار كبير في المدينة، هذه العملية التي استمرت نحو 20 أسبوعاً على التوالي، تمكنت فيها قوات سوريا الديمقراطية من فرض سيطرتها على كامل المدينة التي كانت تعد المعقل الرئيسي لتنظيم “الدولة الإسلامية” وعاصمتها في سوريا، والتي شهدت عدة سنوات قبل السيطرة على عمليات إعدام ومجازر نفذ قسم منها التنظيم المسيطر، والذي اعتمد على ترهيب المواطنين لضبطهم وترغيبهم للانضمام إلى صفوفه، وتحول في أحيان أخرى إلى استغلال حاجاتهم ومآسيهم لضمهم إلى صفوفه، فيما نفذ القسم الآخر من قبل قوات النظام التي نفذت القتل من خلال عمليات قصف جوي بين الحين والآخر، بالإضافة لعمليات قتل من قبل التحالف الدولي قبيل السيطرة على المدينة، فيما تبع عملية الهجوم للسيطرة على المدينة قتل بحق سكانها ومن لم يتمكن من الفرار منها

مدينة الرقة كان يقطنها عدد سكان يقارب الـ 350 ألف مدني، قبيل بدء عملية السيطرة من قبل التحالف الدولي في الـ 6 من حزيران / يونيو الفائت من العام الجاري 2018، تحولت في فترة عملية السيطرة إلى مدينة شبه خالية من سكانها، الذين اختلفت مصائرهم فمنهم من استشهد ومنهم من أصيب، ومنهم من لا يزال مفقوداً، ومنهم من لا تزال جثته تحت أنقاض الدمار، ومنهم من اختار الهجرة والنزوح من مدينته، إلى مناطق سورية أخرى، فراراً من الموت الذي خيم على المدينة، وبذلك تحولت المدينة إلى ما يشبه كتلة من الدمار، خالية من الأرواح، التي لم تتوانى أية جهة عن قتل ماضيها وحاضرها والإجهاز على مستقبلها، فقد رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان داخل مدينة الرقة، دماراً هائلاً، بحيث وصلت نسبة الدمار والمباني الغير صالحة للسكن إلى نحو 80 % من مساحة المدينة، التي كانت تعد في السنوات السابقة، المعقل الرئيسي لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، ومركزاً لقيادة العمليات في سوريا، ورغم انتهاء العام الأول للسيطرة إلا أن هذا الدمار لا يزال على حاله، ولم يجري تأهيل سوى أجزاء بسيطة من المدينة، فيما لا تزال المدينة في حالة خراب يدل على واحد من أعتى المعارك وعمليات التدمير والقتل التي جرت في الساحة السورية وفي المعارك مع تنظيم “الدولة الإسلامية”.

كذلك تعاني المدينة من عمليات فلتان أمين تتمثل بهجمات لعناصر من خلايا تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، تهدف إلى الإبقاء على الوجود المعنوي لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وتمثلت هذه العمليات بتفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وهجمات ترافقت مع اشتباكات شهدتها مدينة الرقة ومناطق أخرى في أطراف المدينة ومحيطها، فيما ترافقت مع عمليات أمنية لقوات سورايا الديمقراطية وقوات الأمن الداخلي التابعة لها، من اعتقالات تطال مدنيين وعناصر متهمين بالانتماء للخلايا النائمة، وعناصر من ألوية كانت تعمل إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية بتهم مختلفة، الأمر الذي أثار استياء سكان مدينة الرقة، الذين لا يزال عشرات الآلاف منهم خارج مدينة الرقة وفي مخيمات النزوح نتيجة التباطؤ في عملية إعادة إعمار المدينة التي دمرتها العمليات العسكرية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان كان رصد كذلك في العام 2017، توقف المعارك في مدينة الرقة منذ الـ 21 من أيلول / سبتمبر الفائت من العام 2017، لتعقبها عمليات تمشيط مكثفة للمدينة، تبعتها عملية إخلاء المدينة من العناصر السوريين والأجانب في تنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي جرى التوصل إليها بعد مفاوضات طويلة بين التنظيم والتحالف الدولي، انتهت بتسليم مئات العناصر الأجانب أنفسهم، ونقل العناصر السوريين في التنظيم مع عوائلهم إلى خارج المدينة، ليخسر تنظيم “الدولة الإسلامية” وجوده بشكل كامل في محافظة الرقة، بعد طرده خلال الأسابيع والأشهر الي سبقت السيطرة على مدينة الرقة، من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها من محور ريفي الرقة الغربي والجنوبي الغربي وريفيها الشرقي والجنوبي، إضافة لإنهاء وجود التنظيم من كامل شمال الفرات من قبل قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي، ومن منطقة الطبقة في الضفاف الجنوبية للنهر، وصولاً إلى منطقة العكيرشي بشرق الرقة

عمليات العثور على مئات الجثث من تحت أنقاض الدمار في مدينة الرقة، ممن قضوا جراء القصف المكثف للتحالف الدولي والقصف من قبل قوات عملية “غضب الفرات، والتفجيرات بآليات مفخخة وتفجير الألغام التي زرعت بكثافة في المدينة من قبل التنظيم، والعمليات العسكرية التي شهدتها المدينة طوال الأسابيع الفائتة، والذين جرى توثيق بعضهم سابقاً فيما كان بعضهم الآخر مفقوداً، تسبب بارتفاع حصيلة الخسائر البشرية للمدنيين، حيث ارتفع إلى نحو 1280 بينهم ناشط في المرصد السوري لحقوق الإنسان، و289 طفلاً و223 مواطنات، منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت من العام 2017 وحتى الـ 20 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري، جراء ضربات التحالف الدولي، كما دمِّرت مئات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة لهذا القصف المكثف، الذي استهدف مدينة الرقة ومحيطها وأطرافها

كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي والقصف المكثف على مدينة الرقة وأطرافها، والعمليات العسكرية التي شهدتها المدينة من قصف وتفجيرات واشتباكات مع قوات عملية “غضب الفرات” المؤلفة من قوات سوريا الديمقراطية وقوات النخبة السورية والقوات الخاصة الأمريكية بإسناد من طائرات التحالف الدولي، منذ بدء معركة الرقة الكبرى وحتى الـ 20 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري، تسببت في مقتل ما لا يقل عن 1400 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” بينهم قياديين محليين وقادة مجموعات، ومعلومات مؤكدة عن مقتل عناصر آخرين، إضافة لإصابة العشرات منهم بجراح متفاوتة الخطورة، بعضهم اتضح مصيرهم مؤخراً، بعد فقدانهم

في حين وثق المرصد السوري في الفترة ذاتها، نحو 690 مقاتلاً من قوات عملية “غضب الفرات” من ضمنهم مقاتلان اثنان من قوات النخبة السورية، ومقاتل من قوات الأمن السريانية “السوتورو” و5 مقاتلين من الجنسيات الأمريكية والجورجية والبريطانية والتركية، فيما البقية من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمادها، ومن مقاتلي قوات مجلس منبج العسكري، ممن قضوا في التفجيرات والقصف والاشتباكات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الرقة والضفاف الجنوبية لنهر الفرات وانفجار ألغام بهم

كذلك وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 260 مدني بينهم 56 طفلاً و31 مواطنة، ممن استشهدوا جراء انفجار ألغام بهم، خلال محاولاتهم الخروج من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الرقة، إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت وحتى الـ 20 من تشرين الأول / أكتوبر من العام 2018، إضافة لإصابة العشرات من المدنيين بجراح متفاوتة الخطورة وإعاقات دائمة