اجتماع مفتوح لمجلس الأمن حول جرائم النظام السوري ضد المدنيين

31

عقد مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة، اجتماعا مفتوحا بشأن جرائم النظام السوري ضد المدنيين، وخاصة الاستخدام العشوائي للقنابل البرميلية.
وشارك في الجلسة، التي دعت إليها كل من فرنسا وإسبانيا، الناشطان السوريان، بسام الأحمد، مدير مركز توثيق الانتهاكات، ورائد صالح، أحد عمال الإنقاذ بمركز الدفاع المدني السوري، إضافة إلى نديم حوري، المسئول بمنظمة «هيومن رايتس ووتش».
وشاهد أعضاء المجلس في الجلسة المفتوحة مقاطع من مشاهد فيديو تصور وحشية الهجمات الجوية، التي يشنها النظام السوري باستخدام القنابل البرميلية.
وقال رائد صالح، لأعضاء مجلس الأمن، إن هناك أكثر من 16 ألف جثة من السوريين، تم انتشالها من تحت الأنقاض، نتيجة القصف الجوي لطائرات النظام السوري.
وأردف قائلا «لقد تحول صوت طائرات النظام، وهي تحلق في سماء المدن السورية، إلى مصدر للهلع والخوف للمدنيين، لمعرفتهم بحجم الدمار، الذي يمكن أن تلحقه القنابل البرميلية بهم».
وتابع، «إن الاستخدام العشوائي للقنابل البرميلية من قبل نظام بشار الأسد، هو في حد ذاته رسالة موجهة إلينا نحن الشعب السوري، مفادها أنه ليس بإمكاننا الحياة بأمان بعيدا عن جرائمه».
وناشد بسام الأحمد مدير مركز توثيق الانتهاكات، المجلس بسرعة التحرك من أجل حماية المدنيين السوريين، وقال مخاطبا أعضاء المجلس «لم يعد أمام السوريين مزيد من الوقت للانتظار».
ووجه الممثل الخاص للائتلاف الوطني السوري لدى الأمم المتحدة، نجيب غضبان، رسالة إلى أعضاء المجلس، ناشدهم فيها ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة، لإجبار النظام السوري على التوقف عن استخدام القنابل البرميلية ضد مواطنيه، وذلك عن طريق فرض منطقة حظر طيران داخل سوريا.
وقال الغضبان في رسالته، إن «مجلس الأمن اليوم لديه الفرصة لوقف السبب الرئيسي لوفاة المدنيين السوريين، من خلال فرض منطقة حظر طيران في سوريا، وتنفيذ قرارات المجلس السابقة ذات الصلة، خاصة القرارين 2118، و2139».
واستنكر رئيس الائتلاف السوري، عدم استجابة مجلس الأمن، للدعوات المتكررة بفرض منطقة حظر طيران في سوريا، قائلًا، إن مجلس الأمن لديه مسئولية أخلاقية وقانونية لإقرار مثل تلك الخطوة.
وأعلنت منظمة إنسانية تابعة للأمم المتحدة، أمس الجمعة، إن الهجوم الذي شنه تنظيم «الدولة الإسلامية» على مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، أسفر عن تهجير 60 ألف شخص من منازلهم، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، إن تنظيم الدولة الإسلامية ارتكب ثاني أكبر مذبحة للمدنيين في سوريا خلال هجوم شنّه على مدينة عين العرب وقرية قريبة منها قتل خلاله 145 مدنيا إلى الآن.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد إن القتال بين وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلي «الدولة الإسلامية» الذين تسللوا إلى عين العرب، الواقعة على الحدود التركية، الخميس استمر لليوم الثاني.
وذكر تقرير اصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «إن التقدم الذي أحرزه تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الحسكة في 25 حزيران/يونيو (…) أدى إلى نزوح 60 ألف شخص».
وأوضح التقرير أن «50 ألف شخص منهم نزح إلى أحياء أخرى داخل المدينة، فيما انتقل عشرة آلاف نحو بلدة عامودا» التي تبعد 80 كلم شمال شرق المدينة والتي تقع على الحدود مع تركيا.
ويبلغ عدد سكان مدينة الحسكة نحو 300 ألف وهم من العرب والأكراد. وأوضح مسؤول في مكتب الأمم المتحدة في دمشق لوكالة فرانس برس أن النازحين هم من الأكراد والعرب.
ودخل مقاتلو «الدولة الإسلامية»، ليل الاربعاء الخميس، مدينة الحسكة حيث سيطروا على حيي النشوة والشريعة في جنوب المدينة إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، بحسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار التقرير إلى أن «ألفي مدني لا يزالون عالقين» في الأحياء التي شهدت معارك.
جاء ذلك فيما دعت الحكومة السورية سكان الحسكة الجمعة للتعبئة لقتال مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يحاولون السيطرة على المدينة التي تقع في شمال شرق البلاد.
وقال وزير الاعلام عمران الزعبي في التلفزيون الحكومي إنه يدعو كل رجل وكل إمرأة شابة وكل رجل شاب قادر على حمل السلاح الى التحرك على الفور والانضمام إلى المواقع الأمامية على الجبهة للدفاع عن المدينة.
وأضاف ان مقاتلي «الدولة الإسلامية» فجروا قنابل دمرت جزءا من مبنى أمني في المدينة وقتلت عددا من الاشخاص. وتابع الزعبي أن الجيش يواجه «عدوانا إرهابيا» لم يسبق له مثيل، مشيرا إلى هجمات ضد قوات الحكومة السورية في الحسكة وأماكن أخرى في أنحاء سوريا.

القدس العربي – الاناضول