بعد ليبيا وأذربيجان.. تركيا تقود حملة “ارتزاق” جديدة للسوريين في دولة افريقية مقابل إغراءات مادية كبيرة

3٬245

تتفنن تركيا في ابتكار الأكاذيب لجر السوريين إلى معاركها خارج سورية، رغم توفر دوافع المقاتلين لتنفيذ الدعاية التركية، فالفقر في الشمال السوري سببا رئيسياً للانجرار خلف تركيا في عمليات عسكرية مقابل المال فقط ليتحولوا بذلك إلى مرتزقة بكل أسف وربما يختلق الكثير منهم المبررات لأنفسهم للذهاب وبالطبع هناك البعض مغرر بهم، فأحدهم قال “سنذهب لقتال داعش هناك” هذا ما قاله أحد المغرر بهم للذهاب إلى النيجر والذي ينتظر أن يتم نقله خلال الأيام القادمة بحسب الوعود التي يقطعها له قيادات فصيل السلطان مراد الذي يعتبر الأكثر ولاءً لتركيا.

إغراءات الموت والحياة
حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر موثوقة، معلومات حول الراتب الشهري والوعود للمرتزقة السوريين الذين سيقاتلون في النيجر.

وأكد مصدر قيادي في السلطان مراد أن المرتزق السوري وقع عقدا مدته 6 أشهر، سيحصل بموجبه على 1500 دولار أمريكي شهريا، ويتقاضى في حال الإصابة مبلغا يصل إلى 35 ألف دولار أمريكي بحسب نسبة العجز التي يقدرها فريق طبي مختص، في حين تتقاضى عائلة المرتزق في حال فقد حياته 60 ألف دولار أمريكي.

ويقول (ح.ر) من ريف حماة وهو رب عائلة تتألف من 5 أفراد، يعاني منذ سنوات من ضائقة مالية وترتبت عليه ديون كبيرة خلال سنوات النزوح، مؤكدا أنه سيلتحق للقتال في النيجر مع فصيل السلطان مراد، رغم أنه رفض القتال في ليبيا وأذربيجان سابقا، إلا أن القتال في النيجر تعتبر فرصة له لإيفاء ديونه وبدء حياة جديدة إن رجع سالما، وفي حال مقتله فإن التعويض الذي ستتقاضاه عائلته سيغنيها عن الحاجة لمدة طويلة وفق تعبيره.

مؤكدا أن رفيقه (خ.بـ) وهو من ريف إدلب خرج في الدفعة الأولى، ووصل إلى بوركينا فاسو في إفريقيا منذ أسابيع، ولم يتمكن من الاتصال معه منذ مغادرته.

رحلة الارتزاق
بدأ فصيل السلطان مراد بتسجيل ذاتية المقاتلين الذين سيقاتلون في النيجر لديه خلال العام الفائت 2023، وخضع البعض لاستغلال القيادات، فمنهم من دفع رشوة بلغت 200 دولار أمريكي مقابل قبوله كمرتزق يقاتل لأجل المال فقط.

الأولوية كانت لمقاتلي السلطان مراد، حيث من المفترض أن يرسل الفصيل 3500 عنصر على دفعات، الأولى خرجت فعلا في نهاية العام الفائت تحديدا في 29 كانون الأول 2023، ضمت 300 سوري من الفصيل بقيادة فهيم عيسى.

وتعتبر الدفعة الأولى من نخبة المقاتلين، ولديهم كفاءة قتالية ولياقة بدنية، وهؤلاء ليسوا من التركمان فقط، منهم عرب من أبناء إدلب وآخرين من أبناء عشائر، والقاسم المشترك بينهم هو الحرب مقابل المال.

ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن فصيل السلطان مراد نقل المقاتلين بشكل سري إلى المعبر العسكري التركي في حوار كلس بريف حلب الشمالي، وتسليمهم للمخابرات التركية، وهناك تم احتجاز هواتفهم النقالة، وخضعوا لفحوصات طبية، ثم منحهم بطاقات جديدة، وخضعوا لدرس تثقيفي يبين الغاية من القتال في النيجر، مؤكدين أن القتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” المسؤول عن قتل المواطنين.

ومع انقطاع الاتصالات المباشرة مع المرتزقة، أصبح الحصول على معلومات تثبت حقيقة وصول السوريين إلى النيجر أمرا صعبا، في حين أن الاتصالات على مستوى قيادات الفصيل فقط.

وتنتهج تركيا و”الجيش الوطني” السوري التعتيم الإعلامي خوفا من ردة الفعل الدولية والسورية، على خطى تدخلها في ليبيا، وإقليم ناغورني كاراباخ مع الحكومة الأذربيجانية.

وأكد مصدر أمني في السلطان مراد للمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الدفعة الأولى انطلقت عبر الجو من تركيا إلى بوركينا فاسو في أفريقيا مباشرة، في 30 كانون الأول 2023، دون الخضوع لدورات تدريبية أو غيرها، وهؤلاء وصلوا وهم يمارسون النشاطات العسكرية في النيجر منذ أسابيع بعد تنقلهم برا من بوركينا فاسو.

مؤكدا أن معلومات أولية وصلتهم عن هجوم استهدف نقطة عسكرية للمرتزقة السوريين والأجانب في بوركينا فاسو قرب الحدود مع النيجر في 20 كانون الثاني، دون أن تصلهم معلومات مؤكدة عن وجود قتلى من السوريين.

وتستغل تركيا حال الكثير من الشباب ضمن مناطق سيطرتها والتردي الكبير في الأحوال المعيشية لاسيما من النازحين والمهجرين في المخيمات، لتجنيدهم وتحويلهم لمرتزقة للمشاركة في عمليات عسكرية تخدم مصالحها خارج الحدود السورية على غرار ما فعلت سابقاً في زجهم بمعارك ليبيا وأذربيجان.