أطفال سورية .. نداء من الجنة

39

أطفال آل عرابي الخمسة الذين استشهدوا في شارع النيل بحلب ، و أطفال سراقب انضموا مؤخرا” لأصدقائهم في الجنة .
صبرنا الله على فراق أحباب الله طيور الجنة .
و لكن لو قدر للأطفال الشهداء الاتصال بذويهم هل تعلمون بماذا كانوا سيوصونهم ؟
أبي الغالي أمي الحنونة صبركم الله على فراقي أوصيكم أن ترسلوا ذلك الجراب القديم المحشو بالأوراق و الخرق البالية و التي اعتدت ركلها أنا و أصدقائي ، إضافة لقطعة سكاكر كانت جل ما استطعت جمعه في العيد و لكن من شدة فرحي بها قررت الاحتفاظ بها و عدم أكلها و الاكتفاء بالنظر إليها خلسة كل مساء قبل النوم على آمل أن أذوق طعمها في أحلامي ،
أوصيكما أمي و أبي أن ترسلا الكرة و قطعة السكاكر لأصدقائي أطفال كفريا و نبل و الزهراء و الفوعة ، لأصدقائي أطفال حمورية و مسرابا و دوما و سقبا ، لأصدقائي أطفال كوباني و قامشلو و عفرين و عامودا .
أبي الغالي أمي الحنونة : لا تحزنوا … فإني في مكان أفضل مما كنت فيه ، و مع صحبة أجمل ممن كنت معهم و تعرفت على مجموعة من الأصدقاء … أطفال بعمري سلكوا نفس طريقي للوصول إلى هنا … محمد و موسى و عيسى ، علي و عمر و الحسين و كاوا ، عائشة و فاطمة و زينب و نوروز ، نلعب في حدائق جميلة و كرات جديدة و لدينا الكثير من السكاكر و كل ما تمنينا أن نحصل عليه يوما” ، تجمعنا المحبة و السعادة التي فقدت عندكم لذا لا تحزنوا .
أمي و أبي الغاليين :نحن الصغار لم و لن نعترف بهلوساتكم أنتم الكبار ، فكلنا من آدم و آدم من تراب و مجنون من يحاول عبثا” أن يفرز حبات التراب …
ريزان حدو

كاتب كوردي سوري